واصلت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، الخوض في القضايا الراهنة بالمنطقة، أبرزها انتفاضة الجنوب الجزائري ضد مشروع استغلال الغاز الصخري، والمشاورات السياسية الخاصة بتشكيل الحكومة التونسية المقبلة. ففي الجزائر، لا حديث للصحف إلا عن الاحتجاجات المتواصلة بمختلف ولايات الجنوب ضد قرار الحكومة استغلال الغاز الصخري، الذي يرى فيه المحتجون إضرارا بالبيئة. وتناقلت الصحف تصريحات لمدير الشركة الوطنية للمحروقات (سوناطراك)، سعيد سحنون، أكد فيها "لا مجال للتراجع عن استغلال الغاز الصخري في الجزائر"، مؤكدا أن الشركة خصصت غلافا ماليا قدره 70 مليار دولار للاستثمار في استغلال هذا النوع من المحروقات غير التقليدية على مدى ال20 سنة القادمة. وفي هذا السياق، أوردت صحيفة (البلاد) أنه بعد مرور 10 أيام كاملة "لا بوادر عن إنهاء أزمة الغاز الصخري في الجنوب"، في ظل إصرار الحكومة على قرارها هذا، وتمسك سكان عين صالح (المعنية بأولى التجارب) وعدد من سكان ولايات أخرى في الجنوب بمواصلة الاحتجاجات، رافضين كل المبادرات التي قامت بها الحكومة من إرسال لجنة خبراء ومسؤولين حكوميين. وجديد الاحتجاجات ذلك رصدته صحيفة (أخبار اليوم) التي نقلت أن مجموعات من الشباب نظموا، أمس الأحد، مسيرة سلمية جابت شوارع مدينة تمنراست، ناشدوا خلالها رئيس الجمهورية التدخل لإنقاذ الجنوب من تجارب الغاز الصخري، مشددين على أن هناك بدائل أخرى لهذا النوع غير الآمن من الطاقة. وكتبت مديرة نشر صحيفة (الفجر)، في عمودها اليومي، أن "الجنوب المنسي اليوم، مفتوح على كل المخاطر، (...) جرحنا في الجنوب أكبر من أن نتجاهله، والغاز الصخري سيكون القنبلة التي قد تفجر الجنوب، مهما حاولت السلطات تجاهل مطالب سكانه، أو ظنت أن شبابه سيكتفي بالحلول الترقيعية التي لم تحل المشكلة حتى اليوم". وتساءلت "ماذا تغير في مدن الجنوب منذ بدأت تنتفض حتى قبل 2011¿ لا شيء، حتى برنامج الوزير الأول الخاص بشباب الجنوب لم يظهر له حتى اليوم أي أثر من شأنه أن يعيد الأمل والاستقرار للمنطقة"، ملاحظة أن "الغليان في الجنوب لم يأت من العدم، بل تزيد من حدته عنجهية الشمال، ومحاولات السلطة تجاهله، والخطر الأكبر أن تستغله مخططات التقسيم الجهنمية، وخطورتها اليوم أكبر من خطر الإرهاب". وفي تونس، واصلت الصحف متابعتها للمشاورات السياسية الخاصة بتشكيل الحكومة المقبلة، في سياق تنامي مواقف الرفض تجاه مشاركة (حركة النهضة)، خصوصا بعد قبول هذه الأخيرة مبدئيا أن تكون جزءا من تشكيلة هذه الحكومة المرتقبة. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الصريح) أن (حركة النهضة) أعادت خلط الأوراق بعد موافقة أغلبية أعضاء مجلسها للشورى على مبدأ المشاركة في الحكومة القادمة إذا ما تمت الاستجابة لشرطين أساسيين من شروطها، وهما "تحييد وزارات السيادة"، و"تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة". وأضافت الصحيفة أن الحبيب الصيد (رئيس الحكومة الجديد) أبدى "تفهما حذرا" تجاه هذين الشرطين، في حين رفضتهما حركة (نداء تونس) رفضا قاطعا، اعتبارا أن وزارات السيادة تعود إليها وإلى حلفائها، كما رفضت تشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي نفس السياق، أوردت صحيفة (التونسية) تصريحات للقيادي في (نداء تونس) عضو مجلس نواب الشعب، عبد العزيز القطي، أشار فيها، تعليقا على تصريح رئيس مجلس شورى (حركة النهضة) فتحي العيادي حول قرار قبول المشاركة في حكومة الحبيب الصيد والمطالبة بتحييد وزارات السيادة، إلى أن "هذا التصريح (تصريح العيادي) "تطاول على إرادة الشعب واستهزاء بنتائج الانتخابات ووقاحة سياسية لا مثيل لها"، مضيفا بالقول .. "نحن دافعنا عن التوافق والتشاور والتعايش ولكن في إطار،عاش من عرف قدره، وأظن أن النهضة لم تستوعب الدرس ومازالت تعيش نخوة انتخابات 2011، وتناست أنها طردت من الحكم (...) لن نترك النهضة ترجع من الشباك بعد طردها من الباب مهما كان الثمن". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الصباح) أنه مع دعوة مجلس شورى (حركة النهضة) إلى تشكيل حكومة واسعة من داخل مجلس نواب الشعب ومن خارجه وتشديده على استعداد الحركة للمشاركة في الحكومة ودعوة رئيس مجلسها للشورى، فتحي العيادي، لتحييد وزارات السيادة، تعالت أصوات عدد من النواب في (نداء تونس) احتجاجا على مشاركة (النهضة) في الحكومة المقبلة، لما اعتبروه "انقلابا على الصندوق وإرادة الناخبين". ومن جهة ثانية، أشارت الصحيفة إلى أنه، بالإضافة إلى أن تركيبة الحكومة المقبلة ستكون شبابية بامتياز (70 في المائة من أعضائها دون سن الخمسين)، فإن التشكيلة المنتظرة التي تضم 35 وزيرا وكاتب دولة، ستكون ممثلة لكل الجهات "حتى يكون ذلك أول الرسائل الإيجابية التي يمكن أن توجهها حكومة الحبيب الصيد". وكتبت صحيفة (الشروق) أنها علمت من "مصادر موثوقة" أن راشد الغنوشي رئيس (حركة النهضة) أصر على عدم إشراك وزراء سابقين من الحركة في الحكومة المقبلة، مقابل إشراك "الوجوه" المقبولة نسبيا من الطيف السياسي والمجتمع المدني عموما. ومن جهة ثانية، واصلت الصحف التونسية رصدها لتداعيات العملية الإرهابية التي استهدفت صحيفة (شارلي إيبدو)، والمسيرة الدولية التي شهدتها باريس أمس الأحد، متوقفة عند تحليل خلفيات هذه العملية ودلالاتها. وشددت هذه الصحف على ضرورة الوقوف عند الجذور العميقة والأسباب والعوامل المختلفة التي تغذي الإرهاب من أجل معالجتها ، "حتى لا يكون رفض الإرهاب مجرد كرنفال" ، وفق صحيفة (الشروق). وفي موريتانيا، تطرقت الصحف إلى مجموعة من المواضيع ضمنها زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أحمد ولد تكدي، لبيروت ضمن وفد عن جامعة الدول العربية للاتصال بأطراف المشهد السياسي اللبناني. وأشارت هذه الصحف إلى أن ولد تكدي سيسلم في العاصمة التركية أنقره، رسالة من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى نظيره التركي طيب أردوغان، قبل المشاركة في اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة. وتوقفت بعض الصحف عند المسيرة التي شهدتها باريس، أمس الأحد، فذكرت بإدانة الحكومة الموريتانية للهجوم الإرهابي الذي تعرضت له صحيفة (شارلي أيبدو) الساخرة والذي خلف عددا من القتلى والجرحى وكذا ببرقية التعزية التي بعثها الرئيس ولد عبد العزيز إلى نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند. وفي هذا الصدد، رصدت صحيفة (لوكوتديان ذو نواكشوط) ردود الفعل المنددة بهذه الجريمة البشعة وخاصة في إفريقيا حيث ارتفعت أصوات مهنيي الصحافة والإعلام مدينين هذه "المذبحة" ومعبرين عن تضامنهم مع هيئة تحرير (شارلي إيبدو). وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية إلى تعيين محافظ جديد للبنك المركزي الموريتاني، واختتام فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان المدن القديمة التي احتضنتها مدينة شنقيط والتي توجت بتوزيع جوائز فى مسابقات القران الكريم والحديث والسيرة النبوية والألعاب التقليدية وسباقات الإبل.