يعرض الفنان الحسن السملالي برواق محمد الفاسي بالرباط مجموعة من إبداعاته في مجال الخط العربي والزخرفة، احتفالا باليوم العالمي للغة العربية (18 دجنبر). ويقترح المعرض الذي فتح أبوابه أمس الثلاثاء لوحات تتحاور فيها جمالية الحرف العربي مع أشكال الزخرفة المغربية الأصيلة، بما يخرج الحروفية من طابعها التصويري الجامد الى أفق تشكيلي بصري أرحب. وتظهر أعمال الحسن السملالي، أستاذ بأكاديمية الفنون التقليدية في مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، انشغالا عميقا بإشكالية الهوية، وحرصا على ربط حاضر الحرف العربي بماضيه الزاخر، الذي حفظته المخطوطات والعمارة في المغرب والأندلس عبر قرون طويلة. وأبرز السملالي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الحروفي اليوم لا يفعل غير ترسيخ استمرارية الاحتفاء بالحرف كعمل تشكيلي محض في التراث المغربي والعربي، وإن بأساليب ومقاربات مختلفة. وأوضح أن زخارف المخطوطات المغربية القديمة التي تألق فيها الحرف تعتبر تراثا تشكيليا محضا، غير أنه يحاول توظيف الزخرفة بغير الألوان المستخدمة في الصناعة التقليدية، بل بما يخدم أفقه التشكيلي الحداثي، مواكبا للتطور المطرد في التقنيات والاتجاهات الفنية عبر العالم. وأكد الحسن السملالي الذي بدأ تجربته مع الخط العربي والزخرفة سنة 1978 أن الحروفية في المغرب راسخة واكتست حيوية أكبر في الآونة الأخيرة، مع تنامي الشعور بالهوية والبحث عن تجسيدها في الإبداع الفني بمختلف أشكاله، كما اغتنت بانجذاب كبار رواد الصباغة في المغرب الى الاشتغال على الحرف العربي كمادة تشكيلية غنية بالامكانيات الإبداعية البصرية. يذكر أن المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة يندرج في اطار البرنامج الوطني لتنشيط المراكز الثقافية "لنعش المغرب الثقافي".