أفاد بلاغ للشركة الوحيدة بالمغرب المتخصصة في تكرير البترول أنه «على غرار شركات التكرير الأخرى في العالم، فإن الهبوط الشديد لأسعار النفط إلى حدود 65 دولارا للبرميل؛ من 110 دولارات في يوليوز، سيؤثر سلبا على قيمة الأسهم في 2014»، وهو ما يعني أن على المستثمرين المالكين لأسهم «سامير» بالبورصة ألا ينتظروا ربيحة سنوية على أسهمهم، كما كان عليه الحال في الفترة مابين 2008 و2012. الشركة، التي تسيطر عليها مجموعة «كورال»، وتتخذ من السويد مقرا لها، طمأنت المستثمرين، عبر بيانها، إلى أنها ستتخذ تدابير للحد من تأثير هذا الوضع على نتائجها، بما في ذلك خفض مستويات المخزون والسيطرة على مخاطر صرف العملات، والعمل على وضع آليات للتغطية، واتخاذ الحيطة من تقلبات أسعار المواد الأولية. أسعار النفط العالمية التي تقهقرت هذه السنة، بانخفاضها إلى أزيد من 40 في المائة منذ 5 أشهر، تم تشبيهها بما وقع سنة 2008، حيث كان التراجع –آنذاك- أكثر حدة، وفاق 70 في المائة في أقل من شهرين، وهو ما جعل شركة «سامير» تخسر أزيد من 1.2 مليار درهم في تلك السنة. الرهان يبدو صعبا على شركة «سامير» التي يرأسها جمال با عامر، حيث إن انجذاب المستثمرين إلى شراء أسهم الشركة ببورصة الدارالبيضاء لم يعد كما كان سابقا. فعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، فقد سعر السهم 11 في المائة من قيمته، وخلال الشهر الماضي تضاعفت خسائره إلى أزيد من 19.8 في المائة، وهو ما جعل الشركة، بحسب المراقبين، تتجه إلى تنويع مصادر المداخيل، من خلال ولوجها إلى سوق التجزئة، وبيع منتجاتها في محطات الوقود التابعة لها. وكانت شركة «سامير» لتكرير البترول قد حصلت، خلال شهر مارس المنصرم، على قرض إسلامي بنظام المرابحة، قيمته 240 مليون دولار من البنك الإسلامي للتنمية قصد تمويل مشترياتها من النفط الخام. ويأتي هذا الاتفاق في إطار حزمة قروض، قيمتها 720 مليون دولار من البنك، كانت «سامير» تسلمت الجزء الأول منها بقيمة 200 مليون دولار في عام 2012. وبدأت شركة التكرير في غشت 2012 العمليات التجارية بوحدة جديدة لتقطير الخام، بطاقة معالجة 80 ألف برميل يوميا، لترتفع الطاقة الإجمالية ل»سامير» إلى 200 ألف برميل يوميا. وقدم البنك الإسلامي للتنمية القرض من خلال فرعه المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، وقال جمال با عامر، المدير العام ل»سامير»، على هامش اجتماع لشركات تكرير إفريقية في مراكش الذي انعقد مؤخرا: «القرض لأجل عامين.. وسيمول مشترياتنا من النفط الخام»، مشيرا إلى أن الشركة بدأت تتعافى، وتوقع تحسن هوامش التكرير. وقال: «في العام الماضي انخفضت هوامش التكرير إلى 3.70 دولار للبرميل من 5.40 دولار في عام 2012. نتوقع أن تصل إلى ما بين 4.5 و5 دولارات في عام 2014». وخسرت أسهم «سامير» نحو 56 في المائة، من قيمتها خلال العامين الماضيين في بورصة الدارالبيضاء، وهو ما يرجع أساسا إلى الضغوط على هوامش التكرير. وحصلت شركة «سامير»، خلال شهر يناير الماضي كذلك، على قرض قيمته 300 مليون دولار من خلال اتفاق مع «جلينكور إنرجي»، يشمل تصدير جزء من الإنتاج إلى «جلينكور إنرجي».