بعد مسار سياسي حافل، تتطلع الفرنكوفونية حاليا إلى ولوج المنعطف الاقتصادي كي تساير السياق العالمي الجديد، خاصة في ضوء انعقاد القمة الخامسة عشرة للفرنكوفونية، التي افتتحت أشغالها اليوم السبت بالعاصمة السنغالية (دكار)، والتي تعتبر لحظة حقيقية لاختبار الاستراتيجيات المعمول بها بغية مواجهة التحديات المطروحة. وفي هذا السياق، حرص المنظمون على تضمين جدول أعمال هذه القمة محورا خاصا بالجوانب الاقتصادية، وذلك بغرض كسب ثقة الساكنة المحلية أكثر. ويتعلق الأمر بإشراك الشباب والنساء في عملية النمو الاقتصادي، علاوة على الاستجابة لتطلعات الساكنة المتعلقة بالتنمية المستدامة. وتعكس هذه الأهداف الطموحة حرص المنظمين على بلورة استراتيجية اقتصادية تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الجديدة للبلدان الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية. وما دامت النساء والأطفال يمثلون أكثر من 70 بالمائة من سكان هذه البلدان، فإن الحكومات والمؤسسات التعليمية والمجتمع المدني، معنية بهذه الاستراتيجية الاقتصادية، وذلك في أفق تعزيز النمو الاقتصادي، ومكافحة الفقر وعدم المساواة بين الجنسين، وحماية البيئة، والحفاظ على التراث الثقافي الفرنكوفوني. وعلى هذا الأساس، فإن الفرنكوفونية ستساهم مستقبلا في الاستجابة للتطلعات التنموية لساكنة البلدان الأعضاء في المنظمة، لأن عدم وجود رؤية واضحة مبنية على عامل النمو الاقتصادي كأولوية، قد يوسع من دائرة منتقدي اللغة الفرنسية.