أثير، مؤخرا، نقاش سياسي ببعد تنظيمي حول موضوع: من يحق له تنظيم أربعينية الفقيد أحمد الزايدي؟ هل رفاقه في التيار الذي كان يقوده، أم قيادة الحزب التي كان يعارضها؟ علما انه، ولحدود الساعة، يبقي جميع من يتنازع تنظيم الأربعينية هم الاتحاديون والاتحاديات فيما بينهم. فمبرر قيادة الحزب أن أحمد الزايدي هو الكاتب الإقليمي السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط، والذي خاض غمار الانتخابات الجماعية لسنة 1976 كأصغر مرشح باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في ببوزنيقة، وأنه دخل المؤسسة التشريعية سنة 1993 كنائب عن الحزب، وتولى من أكتوبر 2007 إلى منتصف السنة الجارية مسؤولية رئاسة الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، وهو وعضو سابق في مكتبه السياسي، ومرشح لرئاسته في المؤتمر التاسع، هذا ما يسميه الكاتب الأول بأن أحمد الزايدي عاش اتحاديا ومات اتحاديا. وبالمقابل يعلل رفاق المرحوم في التيار أحقيتهم في تنظيم الأربعينية، بأن أحمد الزايدي هو قائد التيار ومؤسسه، وأن نتائج المؤتمر التاسع تم تزويرها، وأن قيادة الحزب انتزعت منه مسؤولية رئاسة فريق الاتحاد بالبرلمان، و أن الفقيد الزايدي كان يفكر بتأسيس إطار بديل لحزب الاتحاد، وأنه فكر مع بعض رفاقه البرلمانيين بتقديم استقالة من البرلمان كنائب عن الاتحاد الاشتراكي، وبالتالي فهو لم يبقي له علاقة بالحزب. فإذا تم تنظيم أربعينية الفقيد أحمد الزايدي من طرف قيادة الاتحاد الاشتراكي، سنكون أمام حزب يؤبن أحد قادته ومناضليه، وبالتالي فالغاية السياسية هي أربعينية رجل من رجالات الاتحاد. لكن إذا استطاع رفاق الزايدي تنظيم أربعينية الفقيد، فإن الرسالة السياسية ستكون أننا أمام أربعينية حزب كان اسمه الاتحاد الاشتراكي، وإشارة للإعلان عن تأسيس حزب جديد أو الالتحاق بحزب قديم. وبعيدا عن “تسييس الموت” فإن تنظيم أربعينية أحمد الزايدي هي حق لعائلته، وهي كذلك حق لرفاقه في الحزب والبرلمان والصحافة والمجتمع، لأننا يجب أن لا نعتبر موت أحمد الزايدي مبرر لتكتيكاتنا السياسية معارضة وقيادة حزب، ولا سبب لفعل سلوك سياسي (كفعل أو كردود فعل)، أو جزء من صراعنا التنظيمي داخل الاتحاد أو خارجه، وبالتّالي يجب علينا جميعا قادة حزب ومعارضين أن نترك روح الفقيد أحمد الزايدي الطاهرة بعيدة عن حساباتنا السياسية (التنظيمية) غير طاهرة.