يبدو أن الانتخابات الرئاسية في تونس تسير في اتجاه إجراء جولة إعادة بين مسؤول في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي يوصف بالاستبدادي ومنافس يقول إنه يمثل انتفاضة "الربيع العربي" التي اندلعت في 2011 وأطاحت بالرئيس السابق. ويتوقع أن تظهر النتائج الأولية لأول انتخابات رئاسية في البلاد منذ الانتفاضة في وقت لاحق يوم الاثنين. لكن حزبي المرشحين المتصدرين يقولان إن إحصاءات أولية أظهرت أنهما سيواجهان بعضهما البعض مرة أخرى في جولة الإعادة المقررة الشهر المقبل. والانتخابات الرئاسية خطوة في التحول الذي واجه صعوبات في بعض الأحيان بتونس التي ألهمت انتفاضتها احتجاجات مماثلة أنهت الحكم الطويل لقادة اليمن وليبيا ومصر وأدت إلى وقوع حرب في سوريا. لكن التقدم الذي أحرز في تونس والتسوية السياسية بين الإسلاميين وخصومهم تختلف عما يدور في ليبيا من قتال بين الفصائل المتنافسة وعما حدث في مصر من إعلان الجيش المصري عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وأحد المرشحين المتصدرين هو الباجي قائد السبسي الذي كان رئيسا للبرلمان في عهد بن علي وقدم نفسه على أنه سياسي مخضرم من أصحاب الخبرات الفنية. وسيواجه الرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي الذي حذر من عودة رموز "عصر الحزب الواحد" مثل السبسي. ويرجح أن تكون جولة الإعادة صعبة للمرشحين بينما يسعيان لكسب التأييد من الأحزاب الليبرالية واليسارية والإسلامية التي ظهرت بعد نهاية حكم بن علي الذي ارتكز على الحزب الواحد في واحدة من أكثر الدول علمانية في العالم العربي. ويقول السبسي وغيره من المسؤولين السابقين في عهد بن علي إنهم لم يتورطوا في أي تجاوزات ارتكبت خلال العهد السابق. ويقول إنه يسعى لتعزيز فوز حزبه نداء تونس العلماني في الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي عندما تغلب على حزب النهضة الإسلامي الذي حل ثانيا. وفاز حزب النهضة في أول انتخابات بعد انتفاضة عام 2011.