أكد منور عالم، سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، أن المغرب نبه قبل عشر سنوات إلى الأخطار المحدقة بمنطقة الساحل والصحراء بفعل تنامي الإرهاب العابر للحدود المرتبط بحركات الانفصال وتهريب المخدرات والأسلحة، وهو ما أصبح يتمثل حاليا في بروز شريط من العنف يمتد من القرن الإفريقي إلى خليج غينيا. وأضاف عالم، خلال عرض حول التحديات الأمنية الجديدة أمام الاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية للحوار السياسي المتوسطي التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة يومي الاثنين والثلاثاء الماضي بأثينا، أن الاستراتيجيات البائدة لدعم الانفصال والتجزئة في المنطقة التي تقوم بها بعض الدول زادت في تأزيم الوضع الأمني، ما أفضى نتيجة لذلك إلى مضاعفة التهديدات على الأمن وعدم الاستقرار، وساهم في تغذية ظواهر تهريب المخدرات والبشر والأسلحة، فاستشرى عدم الاستقرار في منطقة جغرافية واسعة تمتد من القرن الإفريقي إلى خليج غينيا. وشارك في هذا الاجتماع، الذي تناول بالخصوص قضايا الأمن وانعدام الاستقرار في حوض المتوسط، البلدان ال 28 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وسبعة شركاء للمنظمة في حوض المتوسط هم المغرب والأردن وتونس وموريتانيا والجزائر ومصر وإسرائيل. وأوضح السيد عالم، خلال هذا الاجتماع الذي تناول قضايا الحوار المتوسطي وتحديات الأمن بالإقليم ومنطقة الساحل والصحراء، أن المغرب سعى على الدوام إلى إقامة تعاون وثيق على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف لمواجهة هذه التحديات، واعتمد أيضا استراتيجيات وقائية ترتكز، علاوة على الجانب الأمني، على البعد الاقتصادي والاجتماعي والديني، ما جعل نموذجه محط اهتمام العديد من البلدان الإفريقية. وأبرز السيد عالم أهمية إدماج الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والثقافية والدينية كمجموعة عناصر مترابطة في أي عملية لاستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، كما حث على تعزيز الحوار المتوسطي بشكل أكبر على المستويين السياسي والعملي.