قال نائب كاتب الدولة لشؤون الأمن البشري بوزارة الشؤون الخارجية السويسرية، كلود وايلد، اليوم الثلاثاء بالرباط ، إن "كل تنمية لها علاقة جد قوية بالسلم الاجتماعي، والوصول إلى الأمن السلمي مرتبط بإقرار التنمية". جاء ذلك خلال المؤتمر الإقليمي لإعلان جنيف حول العنف المسلح والتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحت شعار "وضع حد للعنف المسلح من أجل السلام والتنمية". وينظم المؤتمر من طرف المغرب بالتعاون مع الحكومة السويسرية وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، والأمانة العامة لإعلان جنيف، اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء بالرباط. وشدد كلود وايلد على أن "العنف المسلح حاجز يحد من أهداف التنمية". وأبرز الدبلوماسي السويسري أن "الأحداث التي وقعت في شمال أفريقيا والشرق الأوسط تطرح العديد من التحديات، وبأن مؤتمر الرباط فرصة لتبادل التجارب والسياقات الاقتصادية داخل المنطقة لمواجهة هذه التحديات". من جهته، أفاد السفير الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، ناصر بوريطة، أن "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت عددا هاما من النزاعات، إذ بلغت 15 % من إجمالي النزاعات في العالم منذ 1945"، دون أن يوضح الأساس الذي استند عليه. واعتبر بوريطة أن "المنطقة تتأثر بالانعكاسات السلبية للنزاع الإسرائيلي العربي وبتزايد الحروب الداخلية بليبيا واليمن وسوريا، فضلا عن الآثار المترتبة على عمليات الانتقال السياسي لبعض دول المنطقة". وأضاف الدبلوماسي المغربي "يواجه المجال الجيواستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحديات أمنية وسياسية واقتصادية متعددة وهامة، مما يعطي جدوى خاصة لإعلان جنيف في هذه المنطقة". واعتبر أن "إعلان جنيف يبقى مبادرة خلاقة للتعاون والشراكة قصد مواجهة العنف المسلح". وبحسب الدبلوماسي المغربي فإن "تعزيز الاندماج الإقليمي لمنطقة شمال افريقية والشرق الأوسط يشكل وسيلة لتعزيز التنمية المستدامة". ويشارك في المؤتمر نحو مائة من ممثلي بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومشاركين من دول الساحل بصفة مراقب، بحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية. ويهدف المؤتمر إلى "تقديم المبادرات المتخذة من أجل تطبيق مبادئ الحد من العنف المسلح، وتشجيع إيجاد الحلول المناسبة للمنطقة من أجل القضاء على العنف المسلح، وتشخيص العوامل المشتركة التي تعتبر مصدرا للعنف المسلح في المنطقة، وخلق شراكات إقليمية وتبادل المعرفة والخبرة والممارسات المتبعة بين مختلف الفاعلين"، بحسب البيان. يشار إلى أن إعلان جنيف حول العنف المسلح والتنمية هو مبادرة دبلوماسية اتخذتها سويسرا مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية، في عام 2006، بهدف الحد من العنف المسلح وضمان تنمية بشرية منصفة. ويقترح الإعلان تبني استراتيجيات وطنية ودولية تعالج بشكل شامل ومندمج قضايا الأمن والتنمية. وتستند هذه الاستراتيجيات إلى أهداف قابلة للقياس وأنظمة للمراقبة الوطنية للعنف المسلح.