عاد الحديث مجددا حول إقامة التماثيل والنصب المنحوتة في فضاءات عمومية بالمغرب، يطفو إلى السطح، لاسيما بعدما وجه بنسالم حميش، وزير الثقافة الأسبق رسالة موجهة الفقهاء الذين يرون بحرمة إقامة التماثيل، مشيرا إلى أنه إذا تم الإعراض عن رسالته سيلجأ إلى الاحتكام الملكي. وحول هذا الموضوع، عبر علماء وفقهاء دين مغاربة عن رفضهم القاطع لطلب وزير الثقافة الأسبق والشاعر المغربي، بنسالم حميش، حول إقامة تماثيل لشخصيات وعظماء البلاد في ساحات مدن مغربية، على غرار ما هو موجود في بلدن عربية وأوربية أخرى. فقد أكد مصطفى بن حمزة، عضو من أعضاء المجلس العلمي الأعلى، في تصريحه ل"شبكة أندلس الإخبارية" أنه لا داعي لإقامة تماثيل لأشخاص ولو كانوا ممن يعتبرهم البعض من العظماء، فالبشر متساوون فيما بعضهم، متسائلا :" لماذا نقيم تماثيل لأشخاص هم بشر في النهاية؟. وأوضح أنه على مر الثورات التي شهدتها شعوب العالمن إن أول ما يسقط هو تمثال لزعيم أو قائد أو أي يكون، لأن تمثال يكون رمزا خاصا لدى الشخص، مؤكد " أعتقد أن الإنسان إن أراد أن يخلد شخصا هو بناء مكتبات له، أو إن أراد الشخص أن يخلد عبر التاريخ، فإنجازته هي التي تتحدث، وليس نصب تمثال له". و من جهته، أكد عبد الباري الزمزمي، في تصريح له ل " شبكة أندلس الإخبارية" أن جميع علماء دين بالمغرب رفضوا عبر التاريخ إقامة تماثيل للبشر، فالإسلام واضح في هذه المسألة ولا يمكن النقاش فيها، فهي أصل عبادة الاوثان المحرمة. ويقترح الزمزمي إقامة صور لشخصيات عظيمة في ساحات مدن مغربية عوض نصب تمثال، لأنه محرم شرعا. وفي نفس السياق، وافق محمد الكتاني، في تصريح ل"أندلس" لرأي الفقهاء، مؤكدا أن إقامة التماثيل من المسائل الواضحة في الإسلام، مؤكدا أنه لا يجوز شرعا، مشيرا إلى أن الملك الراحل حسن الثاني أراد أن ينصب تمثال لراحل الملك محمد الخامس، إلا أن هذا الموضوع آثار العديد من وجهات النظر، مفيدا :" عمل جدي محمد عبد الرحمان الكتاني على جمع فتاوى لكبار العلماء الدين في ذلك الوقت، والذين رفضوا فكرة إقامة تمثال، وجاءت فكرة إقامة مسجد عوض تمثال، ووفق الراحل حسن الثاني على فور بناء مسجد الحسن الثاني الذي حصل على مرتبة الرابعة بكونه أجمل مسجد في العالم، وكانت هذه من بين الحسنات المغرب".