فجّر تنظيم الدولة الإسلامية الاثنين سيارتين ملغمتين في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، وسط اشتباكات مستمرة مع القوات الكردية. وتلقى الأكراد شحنة أسلحة وذخائر أميركية، بينما قررت تركيا تسهيل دخول البشمركة العراقية إلى عين العرب. وأفاد مراسل الجزيرة على الحدود السورية التركية بأن السيارتين الملغمتين انفجرتا قرب معبر "مرشد بينار الحدودي" في الجهة الشمالية لعين العرب (150 كيلومترا شمال شرقي حلب). وفي قت سابق الاثنين، أفادت مراسلة الجزيرة مريم أوباييش بأن الاشتباكات كانت ظهر اليوم أخف مقارنة باليوم السابق. وقالت إن طائرات التحالف الدولي كانت تحلق فوق المدينة بعدما كانت نفذت مساء الأحد غارات على مواقع مفترضة لتنظيم الدولة. من جانبها، قالت وكالة الأناضول للأنباء إن حدة الاشتباكات تصاعدت شرقي مدينة عين العرب بين مقاتلي تنظيم الدولة والفصائل الكردية، حيث قصف التنظيم بمدافع الهاون مخازن ذخيرة تابعة لتلك المجموعات في المنطقة. من جهته، نفى المرصد السوري لحقوق الإنسان -نقلا عما وصفها بمصادر موثوقة- أن يكون تنظيم الدولة انسحب من خطوط الاشتباك أو من أي أجزاء من مدينة عين العرب، بل إنه أكد أن التنظيم استجلب مساء الأحد تعزيزات من الرجال والعتاد من مدن جرابلس والباب ومنبج بريف حلب الشمالي. وأضاف أن اشتباكات دارت الاثنين بين مقاتلي التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية -المدعومة بفصائل من الجيش السوري الحر- في محيط المربع الأمني، مشيرا إلى أن طائرات التحالف أغارت على تجمع لمقاتلي التنظيم بالقرب من ساحة الحرية في المدينة. يشار إلى أن التنظيم بدأ قبل شهر هجوما على عين العرب سعيا للسيطرة على أجزاء إضافية من الشريط الحدودي بين سورياوتركيا، وأسفرت المعارك في المدينة عن مقتل نحو سبعمائة شخص، في حين نزح نحو مائتي ألف إلى تركيا. وفي اليومين الماضيين، سعى تنظيم الدولة إلى عزل المسلحين الأكراد في عين العرب من خلال محاولته السيطرة على الجانب السوري من معبر مرشد بينار، بيد أن الضربات الجوية والمقاومة التي أبدتها الفصائل المقاتلة حالت دون بلوغ التنظيم غايته. ولا يزال القتال يشهد كرا وفرا، مما يجعل من الصعب رسم خريطة توضح حدود سيطرة كل من الطرفين. وكانت الاشتباكات تركزت السبت والأحد في محيط سوق الهال وغربي المربع الأمني ومنطقة كاني عربان. تسهيل تنقل المقاتلين الأكراد من العراق إلى سوريا وفي خطوة تشير إلى تطور في موقف تركيا، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الاثنين أن بلاده تسهل مرور مقاتلي البشمركة الكردية العراقية إلى عين العرب لمساعدة الأكراد السوريين في الدفاع عن المدينة. ولم يذكر جاويش أوغلو أي تفاصيل تتعلق بنقل المقاتلين الأكراد العراقيين. من جهته، قال جبار ياور المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق إن الإقليم مستعد لإرسال قوات دعم من قوات البشمركة إلى عين العرب. جاء ذلك في وقت أعلنت فيه واشنطن أنها ألقت من الجو أسلحة وذخيرة للمقاتلين الأكراد المدافعين عن عين العرب. وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل إن الأسلحة والذخائر التي ألقتها طائرات أميركية قرب عين العرب ستساعد المقاتلين الأكراد كثيرا في مواجهة تنظيم الدولة. ولم يكشف أي تفاصيل عن طبيعة المساعدة العسكرية الأميركية التي قال مسؤولون أكراد سوريون إنها لن تكفي لصد تنظيم الدولة. وكانت القيادة الوسطى الأميركية أعلنت في بيان لها أن طائرات أميركية أسقطت جوا فجر الاثنين أسلحة وذخيرة وإمدادات طبية للقوات الكردية قرب عين العرب، وقالت واشنطن إنها أبلغت أنقرة بهذه المساعدة. غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد جدد الأحد موقف بلاده الرافض لدخول أي أسلحة أميركية للمقاتلين الأكراد. وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري -الجناح السياسي لوحدات الحماية الشعبية- منظمة إرهابية على غرار حزب العمال الكردستاني التركي. كما أكد رفضه المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، ما لم تتم الموافقة على إنشاء منطقة آمنة وتسليح وتدريب المعارضة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد.