قالت الشاعرة صباح الدبي إن المرأة المغربية حاضرة بقوة في المشهد الثقافي المغربي والعربي، وفي مجموعة من المجالات المختلفة التي تكشف عن قدراتها وطاقاتها الفعالة والخلاقة. وأوضحت الدبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة تتويجها بالمركز الثالث في مسابقة جائزة نازك الملائكة بالعراق، أن حضور المرأة في المشهد الثقافي المغربي والعربي يتجلى في صدور مجموعة من النصوص والدواوين الشعرية أحدثت تراكما فنيا ونوعيا على مستوى الساحة الفنية والثقافية، معتبرة أن ذلك يشكل قيمة مضافة للمشهد الثقافي المغربي والعربي. وفي ما يتعلق بحضور المرأة المغربية في الكتابة الشعرية، أشارت الدبي إلى أن حضور صيغة المؤنث في الشعر كان موجودا منذ التجارب الرائدة، غير أن الذي يسجل حاليا هو أن الصوت الشعري النسائي أصبح مسموعا وحاضرا بقوة، نظرا للتراكمات التي شهدتها الساحة الثقافية والشعرية بالمغرب، من خلال الإصدارات المتوالية والمتعددة، ونظرا للتحول النوعي في الكتابة الشعرية النسائية، التي أضحت قوية وفاعلة وأصبحت تضاهي كل التجارب الشعرية في الوطن العربي، وهي إضافة تؤسس للمشهد الثقافي والشعري العربي بشكل عام. فالشعر، حسب الدبي، "هو حالة وجود .. نحن لا نكتب من أجل ذواتنا .. وإنما نكتب لأننا في حاجة للكتابة .. لا نكتب إلا حينما نشعر بهذه الرغبة الأكيدة في تفجير الطاقات الداخلية الموجودة لدينا .. فالشعر هو شكل من أشكال البوح الذاتي في تفاعله مع ذات الشاعرة أو الشاعر ومع الكون والحياة . فحينما نتكلم عن الموضوعات التي يطرقها الشعر لا نحصرها في ما هو ذاتي .. نلامس ذواتنا في القصيدة وفي نفس الوقت نلامس الذوات الأخرى أيضا ". فالقصيدة الشعرية، تضيف الشاعرة، "هي التي تفرض عليك الطريق أو المسار الذي ينبغي أن تسيره .. الموضوع الذي يستبد بذاتك ويهيمن عليها بالجمالية اللغوية والفنية والتصويرية لا يمنع من وجود كذلك أشياء أخرى ضمن القصيدة تلامس قضايا وطنية وقومية وكونية، ولكن بطريقة ضمنية وإيحائية، لأننا الآن تجاوزنا مرحلة الشعر الذي يمكن أن تصبح من خلاله القصيدة بوقا سياسيا أو اجتماعيا، فالقصيدة أضحت تلامس جذور الذات الإنسانية وتلامس ضمنيا التحولات والملابسات التي تعيشها المجتمعات والأوطان بشكل عام، لأنها تتماهى مع الذاتي وتخرج بشكل آخر للقارئ، لكي يفهمها بطريقة رمزية وإيحائية". وبخصوص تتويجها بالمركز الثالث في مسابقة جائزة نازك الملائكة بالعراق، أعربت الشاعرة المغربية عن سعادتها بفوزها في هذه المسابقة التي تحمل اسم شاعرة عربية رائدة هي نازك الملائكة، هذه "الشاعرة التي ساهمت بقوة في تأصيل الشعر العربي والشعرية العربية بشكل واضح"، مشيرة إلى أن المسابقة تعد مبادرة طيبة تحسب لوزارة الثقافة العراقية، لأنها "سمحت بإلقاء الضوء على التجربة النسائية العربية في مجال الشعر، وسمحت أيضا بأن تكون المرأة المغربية حاضرة بقوة على المستوى الثقافي والشعري العربي لتمثيل المغرب في المحافل الشعرية التي تحتفي بالتجربة المغربية وبالحضور النسائي المغربي". * ماب