أمام فداحة مشكلة هجرة الأطفال القاصرين في إسبانيا حفزت الرئاسة الإسبانية الإتحاد الأوروبي لإيجاد أسلوب مشترك لعلاج المشكلة. فحسب دراسة للمنظمة لمراقبة حقوق الإنسان، يوجد بإسبانيا ما بين 3 الآف و5الآف مهاجر قاصر غير مرافق لعائلته، وأغلبيتهم الساحقة مغاربة، يتواجدون بمراكز القاصرين في كنارياس، الأندلس وسبتة ومليلية. ونقلت الصحافة الإسبانية بأن اللجنة الأوروبية ستقدم اليوم الخميس مبادرة لإقرار معايير مشتركة بعرض حماية المهاجرين القاصرين في الإتحاد الأوروبي والذي يهاجرون بدون عائلاتهم. وقد تم إنجاز برنامج الحماية المعلن عنه من طرف المفوضة الأوروبية لشؤون الداخلية السويدية سيسيليا مامستروم وبإسهام من رئاسة إسبانيا للإتحاد ممثلة بكاتبة الدولة للهجرة أنا تيرون. ويهدف البرنامج إلى وضع الخطوط العريضة لدول الإتحاد في تعاملها مع هجرة القاصرين الذين يأتون من بلدان ثالثة، خاصة فيما يتعلق بتدبير استقلالهم وارجاعهم إلى عائلاتهم، كما يحدد المشروع أجلا محددا يلزم الدولة المستقبلة أن تتخذ خلاله قرارها بخصوص مستقبل الطفل القاصر. يذكر أن أغلب القاصرين يتوجهون إلى أوروبا من دول مثل المغرب، موريطانيا، السينغال ومالي، وعادة عبر دول إسبانيا، مالطا واليونان. وقد كانت إسبانيا خلال شتنبر الماضي قد طالبت خلال لقاء لوزراء داخلية الإتحاد الأوروبي، بضرورة النظر في المشاكل التي تطرحها هجرة الأطفال القاصرين، واقترحت اجراءات عملية من قبيل تكوين المهنيين الذين سيتعاملون مع هؤلاء الأطفال في المراكز الخاصة بهم، ثم عاد وأكد وزير الشغل والهجرة الإسباني سيلستينو غورباتشو على أهمية المشكلة بالنسبة لإسبانيا في خطاب له في يناير الماضي أمام البرلمان الأوروبي وأكد بأن " القاصرين غير المرافقين لذويهم يمثلون فئة معرضة بشكل خاص لانتهاك حقوقها، وهو ما يتطلب منا انتباها واستجابة خاصة".