في تعقيبه على دعوة نائب الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة "أبو حفص"، حول مشاركة علماء الدين بالبرلمان وتخصيص "كوطا" لهم داخله، قال الدكتور سمير بودينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية، إن "الدعوة إلى تمثيلية العلماء (علماء الشرع) في مجلس النواب التي أطلقها حزب سياسي مؤخراً ،هي تكريس لأزمة انشغال العالِم أو شغله بمهام ثانوية لا تمثل دوره الأساس بوصفه مرجعية المجتمع وضميره في الحفاظ على قيم الدين وأحكام الشرع واستبقاءهما في الواقع لصالح الناس". وأضاف المتحدث "أننا أصبحنا نعاني فراغا مهولا تركه غياب العلماء أو تغييبهم عن مواقع التربية، ومنزلة القدوة وصدارة التوجيه الديني ومنابر التعليم وكرسي الفتوى ومحاريب العلم، والتأليف فيما يزيل حيرة الناس ويجيب على أسئلتهم فلا يدعهم نهبا لكل ناعق". وأكد في رده أن "انشغال العلماء بمواقع السياسة وكراسي السلطة فهو إهدار لمكانة المجتمع في التوجيه، وسلطته المعنوية في مقابل السلطة السياسية، وحشرهم في ضيق الخلاف السياسي بدل مقامهم في سعة إجماع المجتمع ومكانة الخيرية لديه، وهو موقعهم الذي إن غادروه لم يستطع أحد أن يملأه". وتساءل في خضم حديثه عن إن كان العلماء يرضون أن يتحولوا إلى أنصار ومحازبين يروجون لهذا الفصيل السياسي أو ذاك أيا يكن أو يكون اتجاهه، بديلا عن منزلتهم التي تمكنهم من أن يظلوا مرجعا عند الخلاف وحكما عند النزاع. وجاء تصريح المتحدث بعد أن دعا حزب "النهضة والفضيلة"، على لسان "أبو حفص" نائب الأمين العام بالحزب، إلى ضمان تمثيل العلماء داخل المؤسسة التشريعية، وتشديده على إقحامهم ومشاركتهم بالحياة السياسية العامة وهو ما سبق ودعا إليه أمين عام الحزب خلال الاستحقاق الانتخابية الماضية.