أسست مؤخرا بمدينة وجدة ( شرق المغرب)، جمعية لربات البيوت وضعت ضمن أهدافها خلق مشاريع مدرة للدخل لأجل التأمين على حياتهن في مرحلة الشيخوخة، وبلغ عدد منخرطات الجمعية وفي ظرف وجيز ما يقارب 400 سيدة. زبيدة الأحمدي ( (54 سنة) رئيسة الجمعية، تقول في تصريح ل "العربية"، إن فكرة ولادة هذا المشروع، تأتت لها من خلال معايشتها للعديد من الحالات اللائي يشتكين من جحود وعقوق الأبناء ونكران الجميل، أو يجدن انفسهن وحيدات يعانين الوحدة بين جدران باردة، لسبب اجتماعي أو نظرا لإكراهات اجتماعية موضوعية. وتضيف الأحمدي، أن ربات البيوت ولكي لا يجدن أنفسهم حين يتقدمن في السن عالة على الأبناء والمجتمع، أقدمن على تأسيس جمعية هدفها بلورت مشاريع مدرة للدخل يدخرن من خلالها بعض المال لمواجهة احتياجاتهن الآنية ومعاشا في مرحلة الشيخوخة. وتشير المتحدثة، إلى أن الجمعية لم تستقر بعد على الصيغة التي يمكن من خلالها تنظيم مسألة المعاش، هل اعتمادا على تأمين بنكي يقتطع من مداخيل أنشطة الجمعية إلى جانب البحث عن مساهمات أخرى تخصصها الدولة وبعض المؤسسات الاجتماعية للقطاع الخاص؟ لا شيء محسوم لحد الساعة حيث لا زالت الاستشارة جارية مع أصحاب الخبرة والمعرفة، تضيف الرئيسية. وتوضح أن طبيعة المشاريع التي تنوي الجمعية العمل عليها تتعلق بصناعة الكسكس والحلويات والصناعات التقليدية المغربية وكذا تقديم خدمات متعلقة بالنظافة وحضانة الأطفال، ثم العمل مستقبلا على تأسيس مطعم تقليدي، وغيرها من الأنشطة التي يمكن أن تطور من مداخيل الجمعية. وتؤكد على أن الجمعية ستأخذ بعين الاعتبار مسألة تسويق منتجاتها اعتمادا على شراكات ستعقدها مع بعض ربات البيوت في المهجر في أوروبا والعالم العربي، لأنهن حسبها معنيات أيضا بتامين مستقبلهن، مشيرة إلى أن بعض الجمعيات العاملة في الهجرة بالخارج وخاصة فرنسا عبرت لجمعيتها عن استعدادها للانخراط في دعم هذه المبادرة. وتبعا للرئيسة، فإن الجمعية لم تغفل من أجندتها مسالة النضال من أجل تعميم التغطية الصحية على كل الأمهات، وكذا مطالبة السلطات بإلغاء صفة "بدون" التي تلصق لهم في الوثائق الإدارية وخاصة بطاقة الهوية وأن تحل محلها "ربة بيت" اعترافا بما تقوم به في تربية وإعداد الأجيال. وتخلص السيدة زبيدة، إلى أن الجمعية ستشكل أيضا فضاء للتلاقي والتواصل والتآزر بين ربات البيوت، وتعويضهن دفئ العلاقات التي قد يفتقدنها في البيت، كما ستسهر على تنظيم أنشطة اجتماعية وترفيهية لفائدتهن كالرحلات والتوعية الصحية ومحاربة الأمية...