علمت شبكة أندلس الإخبارية من مصدر مقرب من عائلة الدكتور المهدي المنجرة الذي وافته المنية بعد زوال اليوم الجمعة، أن جنازة الفقيد، ستكون يوم السبت 14 يونيو، بعد صلاة الظهر، بمسجد كراكشو، قرب مدينة العرفان، بالعاصمة الرباط. وأضاف مصدرنا أن "جثمان المرحوم سيوارى الثرى بمقبرة حي الرياضبالرباط"، عوض مقبرة الشهداء حيث تدفن جثامين رجال الدولة، من سياسيين وعسكريين وموظفين كبار، ومنهم أيضا بعض المعارضين، كان آخرهم الراحل عبد السلام ياسين، مؤسس جماعة العدل والإحسان المعارِضة. ويعتبر المهدي المنهجرة أشهر عالم مستقبليات مغربي، كما أنه عالم اجتماع وخبير اقتصادي. وقد اشتهر بحديثه عام 1991 عن الحروب الحضارية في كتاب أصدره العام نفسه بعنوان: "الحرب الحضارية الأولى". إذ اعتبر فيه الحرب ضد العراق في ذلك العام حربا حضارية، ولذلك كان يصر على التأكيد بأنه سبق المفكر الأمريكي صامويل هانتغتون في الحديث عن "الحرب الحضارية". وولد المنجرة عام 1933 بمدينة الرباط، وبعد حصوله على شهادة الباكلوريا ، توجه إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن لاستكمال دراساته العليا، حيث حصل من جامعة كورنيل على شهادتي إجازة، في البيولوجيا والعلوم السياسية، وكان أول مغربي يدرس في الجامعات الأمريكية. بعد ذلك، انتقل المنهجرة إلى بريطانيا، ليحصل بعد سنوات من الدراسة بكلية الاقتصاد بجامعة لندن على شهادة الدكتوراة. وفي العام 1958، عاد المهدي المنجرة إلى المغرب واشتغل أستاذا بجامعة محمد الخامس بالرباط. وكان أيضا أول مدير للتلفزيون المغربي الذي أطلق يوم 3 مارس1962، قبل أن يعين سفيرا ممثلا دائما لبلاده بمنظمة الأممالمتحدة. وكان عضوا بالأكاديمية العالمية للفنون والآداب، وعضوا في الأكاديمية الأفريقية للعلوم، وعضوا في أكاديمية المملكة المغربية. ونال المنجرة جوائز دولية عدة، ومنها جايزة مجلة "الحياة الاقتصادية" الفرنسية عام 1982، والميدالية الكبرى للأكاديمية الفرنسية للهندسة في 1984، ووسام الفنون والآداب من فرنسا في 1985، وميدالية السلام من الأكاديمية الدولية ألبرت إينشتاين، إضافة إلى جائزة الفيدرالية الدولية للدراسات حول المستقبل عام 1986. ونشر المفكر المغربي الراحل نحو 500 مقال في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بحسب موقعه الرسمي، إضافة إلى العديد من الكتب، مثل "قيمة القيم" (2006)، و"إهانة" (2006)، و"الإهانة في عهد الميغا إمبريالية" (2003)، و"انتفاضة" (2001)، و"عولمة العولمة" (1999)، و"تصفية الاستعمار، التحدي الأكبر للقرن الواحد والعشرين" (1996)، و"الحرب الحضارية الأولى" (1991).