مائتا ألف برازيلي توافدوا ذات مساء من يوليو 1950م على ملعب ماركانا الشهير في إحدى ضواحي ريو دي جانيرو، ليشاهدوا منتخبهم يتوج باللقب العالمي لأول مرة بعد 3 مشاركات فاشلة، ولم تكن آمالهم تتجاوز حدود الواقع والممكن، بناء على أداء باهر، سطّره المهاجم إديمير ورفاقه، والخصم هو الأوروغواي الجار البغيض، وبطل أول نسخة للكأس العالمية. أصحاب الأرض، الذين يرتدون الأبيض، تقدموا أولاً، واقترب حلم كأس العالم منهم أكثر وأكثر، لكن هدفين متأخرين لشافينيو وجيغيا، أعادت البطولة للأوروغواي، وجعلت من تلك الليلة الحدث الأسوأ في تاريخ الكرة البرازيلية. الجميع يغط بحزن عظيم، حتى جاءت صحيفة "كوريو دي مانيا" باقتراح، تبنته الجهات الرياضية البرازيلية، وهو اختيار ألوان جديدة لقمصان راقصي السامبا بعدما ظل يرتدي الأبيض منذ 1914م، وهو اللون الذي اعتبرته الصحيفة جالباً للشؤم، وبعد ليلة جيغيا تلك ب3 أعوام، فاز مصور وصحفي برازيلي يدعى ادلير غارسيا اشلي، لم يتجاوز ال18 من عمره، الذي اختار قمصاناً تحمل الألوان الأصفر والأخضر والأزرق وهي التي يحتويها علم البلاد، وفي أولى مبارياتها بالمونديال اللاحق، فازت البرازيل بخمسة أهداف. أما عن اللون الأزرق، وهو الزي الاحتياطي لراقصي السامبا، فقصته تعود الى مونديال 1958م، عندما منحت القرعة حق ارتداء اللون الأصفر لمنتخب السويد، ويسقط بيد بيليه وغارينشا وبقية رفاقهم، حيث قطعوا على أنفسهم عهداً أن لايعودوا للون المشؤوم، لكنهم تدراكوا الوضع وإشتروا قمصاناً زرقا ووضعوا عليها شعار اتحاد كرة القدم في البلاد قبل النهائي بيومين، والنتيجة 5-2 للقادمين من الجنوب، ويصبح الأزرق اللون الاحتياطي للفريق منذ ذلك الحين.