شهد البحر المتوسط والصحراء الجزائرية في الساعات الاخيرة مصرع عشرات المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء والذين كانوا يبحثون عن حياة افضل في أحدى الدول الأوروبية. وعثر الجيش الليبي على جثث 40 مهاجرا على الاقل قبالة سواحل مدينة القربولي على بعد 50 كلم شرقي طرابلس. وذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية رامي كعال لوكالة (إفي) انه لا يزال يوجد 14 شخصا مفقودين. وأفاد مصدر من البحرية الليبية ان الضحايا كانوا يسافرون مع 56 شخصا اخرين على متن قارب غرق ازاء سوء أحوال البحر والوضع السيئ للقارب. وذكر رئيس فرقة العمليات البحرية الخاصة بوزارة الداخلية طه المصراتي ان اكثر من مائة مهاجر من افريقيا جنوب الصحراء انقذوا في السواحل الليبية. ويفر المهاجرون من الجوع والفقر والحروب التي تهدد العديد من المناطق في القارة الافريقية ويتبعون نفس الطرق السرية لمهربي الاسلحة والمخدرات. وجعل عجز السلطات الليبية عن توفير الامن في اراضيها وخاصة مراقبة حدودها الشاسعة البلاد واحدة من المعابر المفضلة للطرق التي يسيطر عليها تجار الاشخاص. وشدد وزير الداخلية المكلف من قبل الحكومة المؤقتة، صالح مازق على ضرورة تقديم الاتحاد الاوروبي الدعم إلى ليبيا لمواجهة ظاهرة الهجرة في البلاد. وطالب مازق الاتحاد الاوروبي ب"قليل من الاقوال" ومزيد من الافعال، داعيا تشاد والنيجر والسودان للتعاون في السيطرة على الحدود المشتركة وتفادي تدفق المهاجرين إلى ليبيا. وادى نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة المسجلة في المناطق الصحراوية من جنوبالجزائر عطلة الاسبوع الجاري إلى مصرع 13 مهاجرا اخرين من افريقيا جنوب الصحراء حاولوا بلوغ ولاية تامنراست في الصحراء الجزائرية. ويبحث الجيش عن 30 مهاجرا اخرين مفقودين بينهم سيدات واطفال. وعثرت قوات الامن بالنيجر في اكتوبر/تشرين اول الماضي على جثث 92 مهاجرا نيجيريا منهم 52 طفل ماتوا من العطش في الصحراء بعد تعطل السيارات التي كانوا يسعون بالوصول بها إلى الاراضي الجزائرية. وشدد رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا كادري ديزيري ويدراوجو الاسبوع الماضي في العاصمة الجزائرية على ضرورة تطوير استراتيجيات محلية واقليمية ودولية للحد من تدفق المهاجرين والذي يؤثر خاصة على الدول الافريقية.