تحول الأمير مولاي هشام بعد إصدار كتابه " المنبوذ" إلى موضوع للإنتقاد، بعدما سلطت وسائل الإعلام الدولية الضوء على مؤلفه الجديد، ووقفت على تناقضاته الفكرية، وعدم سلامة مقارباته ومنطلقاته في التعاطي مع ما يحدث ببلده المغرب. آخر هذه المنابر صحيفة الفرنسية التي توقفت عند مضمون كتاب الأمير مولاي هشام، ورصدت من خلال قراءة ما ورد في كتاب الأمير المنبوذ، السعي المحموم للأمير مولاي هشام لطعن وطنه الأم من الخلف، انطلاقا من دواع ذاتية، لا علاقة لها بالأوضاع الجارية في المغرب. الصحيفة الفرنسية وجدت في استعارة نماذج من التاريخ لمقارنتها مع حالة الأمير مولاي هشام الذي يحاول أن يقنع الجميع انطلاقا من رؤيته الضيقة بصورة مغايرة تماما للوضع السياسي المغربي، وما يعرفه المغرب من تحولات يراها الجميع ويشيد بها باستثناء الأمير مولاي هشام الذي تحجب رؤيته السوداوية واقع الحال ببلد يتغير ويتفاعل مع محيطه المحلي والدولي منذ انطلاقة موجة الربيع العربي. الصحيفة الفرنسية استشهدت بنماذج لأمراء أوربيون سعوا في الماضي إلى نسف أنظمة حكم كانت قائمة من أجل الظفر بمنصب الحكم، وسخروا في سبيل ذلك كل ما يملكون، في تأكيد لحقيقة تورط الأمير مولاي هشام في تمويل منابر إعلامية وصحافيون مأجورون من أجل الانخراط في مخططه وخدمة أجندته السياسية. الصحيفة الفرنسية لم ترحم الأمير مولاي هشام، وأنزلته منزلة "ايزنوكود" الشخصية الكارتونية الساخر، بعد أن تهكمت على طموحه لحكم المملكة المغربية، وعقدته من جلالة الملك محمد السادس. الإحالات الكثيرة التي حفل بها المقال من قبيل تسميته ب"مولاي المساواة" من خلال مقارنته مع دوق أورليانز، الذي أيد الثورة على أمل أن يحل محل ابن عمه لويس السادس عشر، وهو ما سعى إلى تكراره الأمير مولاي هشام، عندما تصدى بسوء نية وبأهداف واضحة لإجهاض الدستور الذي أقره المغاربة في النهاية بأغلبية ساحقة. الصحيفة الفرنسية تحدث عن سعي الأمير مولاي هشام إلى تحقيق حلمه الجارف بغض النظر عن الثمن، وهو شأنه الأغنياء مستعد لدفع كل ما يملك من أجل تحقيق ما يكر به، لولا أن افتضاح امره، جعل منه بالفعل أميرا منبوذا لا يحظى بذرة حب في قلوب المغاربة.