تتواصل تفاعلات قضية انتحار شاب في سيدي بطاش بعدما قام قائد المنطقة بحلق رأسه عنوة، في إطار ما صار يعرف بالحرب على "التشرميل". قضية انتحار الشاب أحمد البيهاوي، الذي وجد معلقا صباح السبت الأخير، بعيد إطلاق سراحه، خلفت ردود فعل كثيرة، دفعت بوزارة الداخلية في وقت سابق إلى نفي توجيه أي تعليمات بحلق رؤوس الشباب، من ذوي تسريحات التشرميل. ونقلت مصادر متطابقة أن قرار إحالة الجنرال علي حجار على التقاعد، نابعة في كون ابنه طارق حجار المتهم بإهانة الشاب المنتحر، تأتي كرد فعل، على ممارسات القائد الحاطة بكرامة الإنسان. ويروي سكان سيدي البطاش، أن أحمد ليس الوحيد الذي تعرض لحلق رأسه إجباريا، وإنما كان رفقته شابين آخرين من القرية نفسها، إلا أنهما اختفيا عن الأنظار، بعد أن ذاع خبر انتحار أحمد. ووفق المعطيات المتوفرة فإن أحمد، لم يتقبل الإهنة التي تعرض لها، خاصة وأنه أحس بأنه تحول لأضحوكة في القرية، لأنهم حلقوا رأسه بطريقة تشبه جز البهائم، وسيما أنه يحافظ على شعره لأكثر من 12 سنة. وحسب مصادر مطلعة فإن حادث انتحار فتى سيدي بطاش، خلف غضبا لدى أعلى مستويات الدولة، وأن إقالة الجنرال والد القائد، تعتبر ردا على ما يمكن اعتباره، استقواء القائد بوالده الجنرال في القوات المساعدة. وحسب المصادر ذاتها فإن ما زاد الطين بلة هو سيرة قائد سيدي بطاش، إذ سبق لطارق حجار أن تسبب في غضب ساكنة تمارة نتيجة تسلطه وشططه وتعنيفه للمواطنين، كما سبق له أن صفع محمد اليحياوي قيادي في حزب التقدم والاشتراكية، ثم عنف عبدالرحيم النوري الكاتب المحلي لنقابة العدالة والتنمية. وهو ما دفع وزير الداخلية آنذاك امحند العنصر إلى إعفائه من مهامه وإلحاقه بالداخلية، ليجري فيما بعد، تعيينه قائدا لسيدي بطاش.