شهدت العاصمة الإسبانية مدريد، أمس الخميس، حفل تقديم النسخة الحادية عشرة من المهرجان العالمي للسينما في الصحراء، والذي من المنتظر أن تحتضنه المخيمات الصحراوية بتندوف، جنوبالجزائر، وهو المهرجان الذي يظهر بجلاء فشل المغرب في ربح رهان توظيف الفن لدعمه موقفه في نزاع الصحراء مع جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر. فقد شهد حفل تقديم النسخة الجديدة من هذا المهرجان مشاركة العديد من الوجوه الإسبانية البارزة في عالم الفن والثقافة تسهم بغزارة في صناعة أفكار ومواقف تدعم مطالب جبهة البوليساريو بتقرير المصير للصحراويين وانفصال الأقاليم الصحراوية عن المملكة المغربية، مقابل إنتاج ضحل للفنانين والمبدعين المغاربة، في غياب أي دعم للمبادرات الفردين التي يقوم بها بعض المخرجين من أمثال المخرج الشاب ربيع الجوهري. فخلال حفل تقديم المهرجان العالمي للسينما في الصحراء، ألقت الممثلة الإسبانية "بيلار بارديم" والدة النجم السينمائي العالمي "خافيير بارديم، خطابا مؤثرا عن ما أسمته ب"معاناة الشعب الصحراوي"، مطالبة المنتظم بالتدخل لدعم المطالب المشروعة للصحراويين في مواجهة المغرب. كما أبرزت الكاتبة الإسبانية الشهيرة "اينما تشاكون" وهي تعتزم المشاركة لأول مرة في الحدث ، أنها تتذكر الشعب الصحراوي في كل جزئيات حياتها وتدرك أن الصحراويين محرومون من أبسط حقوقهم ، وتسعى ورفاقها جاهدين من أجل عالم مثقف وأكثر عدالة. كما أجمع الممثلان إيفا واغنير وألبيرتو أمان على دور السينما والثقافة بوجه عام للتعريف بالقضية الصحراوية خلال إجابتيهما على أسئلة الصحفيين في حفل تقديم الطبعة 11 من المهرجان العالمي للسينما في الصحراء الغربية والتي تأتي لتحقيق تلك الغاية . في مقابل، تبدو حصيلة الإنتاج الفني المغربي في قضية الصحراء هزيلة إذ تقتصر على بعض الأفلام الوثائقية التي أخرجها وأنتجها بإمكانياته الخاصة المخرج المغربي الشاب ربيع الجوهري والذي يحرمه المركز السينمائي المغربي من أي دعم يذكر بالرغم من أفلامه الوثائقية تلقى ترحيبا كبيرا في كبريات القنوات الفضائية العربية مثل قناة الجزيرة القطرية. فقد أخرج الجوهري فيلما وثائقيا بعنوان "تندوف، قصة مكلومين"، وهو عمل سينمائي يتطرق لقصة اقدم اسرى العالم. الاسرى المغاربة المعتقلين في مخيمات تندوف. مسلطا الضوء على الجانب الانساني المغيب في ظروف اعتقالهم, اكثر من الاهتمام بالتناحر السياسي بين المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو". وقبل ثلاث سنوات تقدم نفس المخرج بطلب لدعم المركز السينمائي المغربي الذي يترأسه نورالدين الصايل. وحتى قبل انعقاد اللجنة تسربت بعض الأخبار تفيد بأن سيناريو فيلم "عذارى الصحراء" الذي تقدم به الجوهري يعد أحسن سيناريو من بين الأفلام التي تقدمت بطلبات للدعم. ولكن كم كانت مفاجأة المتتبعين للساحة السينمائية المغربية كبيرة عند إعلان نتائج لجنة الدعم. المركز السينمائي المغربي حرم من الدعم مشروعاً فنيا كان سيكون أول شريط مغربي مطول حول قضية الصحراء، يعالج فيه المخرج هذه القضية بشكل جميل يمزج بين الخيال و الواقع المر للآلاف من الصحراويين الذين يقاسون في مخيمات تندوف، في الجنوبالجزائري. موقف السلطات المغربية الرافض لدعم أي عمل فني يعزز موقفه من نزاع الصحراء، دفع العديد من المراقبين إلى التساِل حول ولاء اللوبيات المتحكمة في المجال الفني بالمغرب وعلى رأسها المركز السينمائي المغربي.