حضر إلى مسرح محمد الخامس، عشرات الفعاليات الحقوقية والفنية والثقافية، لمشاهدة العرض الأول للشريط الوثائقي "أرضي تعرفني"، لمخرجه ربيع الجوهري الوزاني. ويتطرق الشريط لشخصية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الناشط الصحراوي، المنشق عن جبهة البوليساريو، الذي عمل مفتشا عاما لما يسمى بشرطة البوليساريو، قبل أن يعلن تأييده لمبادرة الحكم الذاتي، في ندوته الشهيرة بمدينة السمارة في 9 غشت 2010، ما جلب عليه نقمة البوليساريو، التي اعتقلته فور عودته إلى المخيمات. قبل بدء العرض، أطلق سرب من الحمام ببهو المسرح، بحضور مولاي اسماعيلي، والد مصطفى، ووالدته، وإخوته، إضافة إلى فعاليات جمعوية وثقافية وفنية. وقال ربيع الجوهري الوزاني، مخرج الفيلم، ، إن "الحمام هو رسالتنا، وليس مجرد ناقل رسالة"، في إشارة إلى أن فيلمه "أرضي تعرفني"، يهدف إلى إثارة الحس الإنساني بأهمية السلام، بالنسبة إلى المسؤولين الإقليميين والدوليين المعنيين بنزاع الصحراء، الذين يساومون المغرب على حقوقه، وفي الوقت نفسه، يضيعون حقوق آلاف الصحراويين، الذين سرقوا من أرضهم وسرقت منهم أغلى مراحل العمر. وأضاف الجوهري أن الفيلم ليس موجها فقط إلى الرأي العام المغربي، وإنما، أيضا، إلى الرأي العام الخارجي، خاصة أن "المغرب يفتقد الكثير في مجال الرد الإعلامي، فنيا وثقافيا، على أكاذيب البوليساريو، التي تقدم إلى الرأي العام الغربي في قالب فني ودعائي، من خلال فعاليات فنية غربية، خاصة الإسبانية منها، والمعروفة بولائها للأطروحة الجزائرية في قضية الصحراء، مقابل عدائها للمغرب". وحول مضمون الشريط، الذي تجاوزت مدته 60 دقيقة، أكد الجوهري أن الكاميرا وضعت في مكان لم يسبق إليه أحد، وقال "اخترت التركيز، شخصية مصطفى سلمى، التي تحولت إلى قضية"، مضيفا أنه "من خلال تلك القضية رأيت كم هو ممكن فضح خروقات الطرف الآخر" (يقصد الجزائر والبوليساريو والأطراف الإسبانية المناوئة للوحدة الترابية للمغرب)، فموقف مصطفى سلمى، ومسار عائلته، وما تعرض له من الاختطاف وهو طفل، ثم اختطافه مرة أخرى وهو رجل، إضافة إلى معاناة أسرته داخل المخيمات، في ظل التعتيم الإعلامي الغربي على ما يحدث هناك من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مقابل مغالطات ذلك الإعلام للأحداث والتطورات، التي تحدث في المغرب، كل ذلك، يقول الجهوري، "شكل إطارا عاما للإبداع فنيا، ولأجل ثلاثة أهداف رئيسية، هي توضيح الصورة، وتفنيد الادعاءات الكاذبة، وإطلاق نداء إلى الذين ما زالوا يتمتعون بضمائر حية، من أجل إنهاء معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف". وبخصوص ظروف إنتاج هذا الشريط الوثائقي، قال الجوهري، "لم نتلق أي دعم من المركز السينمائي المغربي، بل قمت ومجموعة من الشباب بإنتاجه بأبسط الوسائل المتوفرة، وفي ذلك رسالة نريد توجيهها إلى من يهمهم الأمر، بأننا قادرون على الإنتاج، ولو باستعمال كاميرات هواتفنا المحمولة". ويعتزم الجوهري القيام بجولات خارج المغرب، لعرض شريطه "أرضي تعرفني". وقال "نأمل في سد جزء من الثغرة، ورجاؤنا أن يكون عملنا في المستوى، ليرضي الرأي العام، ويقدم خدمة للوطن ولمحبيه، أينما كانوا".