على خلفية ما أثير حول قيام السلطات الأمنية بعدد من المدن المغربية كالرباط والدارالبيضاء وسلا، بحلق رؤوس شباب "التشرميل"، أجرت شبكة أندلس الإخبارية استقراءا لآراء قرائها لمعرفة رأيهم في هذا العقاب وحول ما إذا كانوا يوافقون عليه أم لا. الآراء جائت متنوعة ومتعارضة في بعض الأحيان بين من يرون أن في قصات الشعر التي يتخذها الشباب حرية شخصية لهم الحق في ممارستها، وآخرون يرون أنه أمر يتنافى مع الدين ولا يجب السماح به. وربما كان الرأي الذي توافق عليه أغلب المشاركين ذلك الذي يقول أن التجنيد الإجباري كفيل بتغيير عقلية هؤولاء الشباب وتوجيههم نحو الطريق الصحيح، حيث قال أحد المعلقين "يجب جمع المتشرملين من جميع انحاء المغرب واخدهم الى احد المعسكرات وتجنيدههم اجباريا". وذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ اعتبروا أن حلق الرؤوس أمر غير كافي وأنه يجب اتخاذ عقوبات أكثر صرامة كون قصات الشعر تلك دخيلة على المجتمع محرمة من طرف الدين، وهو الطرح الذي دعمه البعض بحديث شريف يقول "عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع،" وأكدوا أنه من المباح حلق شعر "من حلق بعض الرأس دون البعض". فئة ثالثة رأت أن اتخاذ من حلق رؤوس "المشرملين" بشكل عام، هي خطوة خاطئة ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تساهم في حل المشكل، إذ أنه حسب البعض فمن شأن هذا السلوك أن يخلق حقدا لدى الشاب تجاه السلطات الأمنية والمجتمع الذي يعيش فيه عموما، وفي هذا الصدد يقول أحدهم "إن ما يجب حلقه هي تلك الأفكار التي تعشش في عقول هذه الفئة من الشباب"، في حين حمل بعضهم الآباء وأولياء الأمور ومؤسسات الدولة المكلفة بالتربية والتعليم، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، إذ أن هؤولاء الشباب، في اعتبار البعض لم يكونوا ليتخذوا هذا الطريق إذا كانت لهم قناعات وأفكار صحيحة اكتسبوها خلال فترات تعليمهم. المقاربة الحقوقية كانت حاضرة بدورها وبشكل كبير، حيث اعتبر الكثير من المشاركين في الاستطلاع أن الشباب باختيارهم لقصات الشعر يمارسون حريتهم الشخصية التي يكفلها الدستور، وأن أي تدخل من أي جهة في ذلك هو انتهاك لتلك الحقوق، واعتبروا أن أفضل ما يمكن فعله هو أن يقنعوا هؤولاء الشباب بالفكرة وجعلهم يتبنونها ليتخذوا بأنفسهم القرار الصحيح.