منحًى آخر تتجه إليه حربِ الأجهزَة الأمنيَّة فِي الدَّار البيضاء ضدَّ ما باتَ يعرفُ بظاهرة "التشرميل"، ومطاردَة منتسبيهَا، بعد حديث بعض "المشرملين" عنْ عمد عناصر أمنيَّة إلى حلقِ رؤوسهم، بسبِ تسريحاتٍ تصففُ شعرهم بطريقةٍ خاصَّة. الادعاءات بحلقُ رؤوس "المشرملِين" دفعَ مصالح الأمن إلى فتحِ تحقيق في ما تحدث عنه شابٌّ يسمَّى أيوب، قالَ إنَّ عناصر من القوة العموميَّة، حلقت رأسه، حين جرى إخضاعه لإجراء التحقق من الهويَّة. وقدْ أبانَ التحقيقُ وفق ما ذكره مصدر أمني لهسبريس عنْ عدَّة معطيات، منهَا أنَّ الدوريات المشتركة التي قامت بها عناصر الأمن والسلطة المحلية، مساء الخميس الماضي، في دائرة السور الجديد، وهما التاريخ والمكان المحال إليهما في تصريحات المدعو أيوب، استقدمتْ 76 شخصا من أجل التحقق من الهوية، و38 على خلفيَّة التورط في قضايا إجرامية مختلفة، مضيفا أن أيوب الذِي كانَ منْ بين 114 شخصًا استقدمُوا إلى الدائرة، يبلغ من العمر 20 عامًا، مما يجعلهُ بالغًا سن الرشد الجنائي والمدني، عكس ما أثير حول كونه قاصرًا. وبشأن الحالة ذاتها، يوضحُ المصدرُ ذاته، أنَّ الأمن أفرج عن أيوب، بعد التحقق من هويته، كما لم يجرِ عرضه على النيابة العامة، المعطى الذِي يخالفْ التصريح المنسوب للضحية حول حلق رأسه. وفي سياقٍ ذي صلة، قال المصدر الامني، إنَّ لا شكايات تم التوصل من قبل كافة الأشخاص الذين تم استقدامهم، كما لم يسجل أيُّ فرد من الموقوفين في نطاق مكافحة ظاهرة "التشرميل"، وهم الثمانين، شكاية مماثلة ضدَّ القوة العموميَّة. بيدَ أنَّ الشرطة القضائية لا زالت تواصل بحثها في النازلة، حسب المصدر، للتحقق من تصريحات أيوب، وتتعامل معها بجديَّة. وإزاء تنامِي عدد الموقوفِين فِي نطاق "ظاهرة التشرميل" وإبداء أوساط حقوقيَّة مخاوفهَا منْ وقوع تعسفٌ فِي الاعتقالات، أفاد رئيس المنظمَة المغربيَّة لحقوق الإنسان، محمد النشنَاش، أنَّ لا تجاوزات طفت على السطح حتى الآن، فِي خضمِّ الحملة التي يقومُ بها الأمن لمكافحَة "ظاهرة التشرميل"، مردفا بالقول "نحنُ نحيِّي مكافحَة الجريمة وتحقيق الأمن للناس، لأنَّ من يحملُ السلاح ويتباهَى بالمسروقات يجبُ أنْ يعرضَ على القضاء لا أنْ يظلَّ في الشارع ويرهب الناس، لكنْ على أنْ يحاكم في شروطٍ كريمة وعادلة". وبشأنِ حلقِ رؤوس "المشرملِين"، أضافَ النشناش أنهُ لا يحقُّ لأجهزة الأمن أنْ تحلقَ شعرَ متهمٍ مَا، أيًّا كانت الطريقة التِي صففَه بها، لأنَّ ذلكَ يدخلُ في إطار حريته الشخصيَّة "الأمنُ يتولَى حمايَة الناس، والتصدِي لما يمسُّ استقرارهم، ولا دخل له في تسريحات الشعر ولا الألبسة، "تلكَ أمورٌ تخصهم، "ما يهمنَا هوْ كفُّ أذَى "المشرملِين" عنْ غير "المشرملِين"، يقول النشنَاش.