المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    ارتفاع رقم معاملات السلطة المينائية طنجة المتوسط بنسبة 11 في المائة عند متم شتنبر    إيداع "أبناء المليارديرات" السجن ومتابعتهم بتهم الإغتصاب والإحتجاز والضرب والجرح واستهلاك المخدرات    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    بوريطة: الجهود مستمرة لمواجهة ظاهرة السمسرة في مواعيد التأشيرات الأوروبية    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    الجمارك تجتمع بمهنيي النقل الدولي لمناقشة حركة التصدير والاستيراد وتحسين ظروف العمل بميناء بني انصار    عبد الله بوصوف.. النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    عمليات تتيح فصل توائم في المغرب    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور        قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الواحد الصمدي، عالم كيمياء يخرج من رحم المعاناة

لم يخطر ببال أحد من سكان قرية بني خلاد الهادئة، والمتواجدة بالقرب من مدينة القصر الكبير شمال المغرب، أن واحدا من أبناءها سيصبح في يوم من الأيام من بين علماء الكيمياء الذين سيقدمون خدمة جليلة للبشرية جمعاء.
لم يخطر ببال أحد من الصبية الذين كانوا يقطعون يوميا ستة كيلومترات مشيا على الأقدام وسط الوحل والأشواك لقطع المسافة الفاصلة بين قريتهم والقرية المجاورة للوصول إلى المدرسة الابتدائية وهم يحملون كراساتهم المدرسية في أكياس من البلاستيك، أن أحد زملائهم سيصبح من بين أبرز الدكاترة ومكتشفا لأدوية.
لم يخطر ببال عبد الواحد الصمدي، ذلك الفتى النحيف الذي ولد وترعرع وسط عائلة قروية بسيطة بمنطقة عرباوة، أنه سيأتي يوم تتهافت فيه الدول الكبرى لمنحه جنسيتها واحتضانه بعد أن اكشف دواء لواحد من الأمراض التي استعصى على الأطباء علاجهعا، وهو مرض الهزايمر الذي يعاني منه أزيد من 30 مليون شخص في العالم.
في هذا الحوار مع "شبكة أندلس الإخبارية" يحكي لنا عبد الواحد الصمدي عن كفاحه المستمر في الحياة، منذ أن كان تلميذا يتغدى يوميا على الخبز مع "التين أو الزيتون"، إلى أن أصبح عالم كيمياء يدير فريقا من خيرة الخبراء الإسبان في المجلس الأعلى للبحوث العلمية بمدريد.
. لماذا أتيت إلى إسبانيا و كيف كانت الخطوات الأولى في مجال البحث العلمي؟
جئت إلى إسبانيا في عام 1996 وذلك لعدة أسباب: 1) فمن جهة، العديد من أصدقائي جاءوا إلى إسبانيا للدراسة ودائما ما كانوا يشجعونني للذهاب إلى إسبانيا. 2) تأشيرة الذهاب إلى إسبانيا للدراسة كانت أسهل مما كانت عليه في البلدان الأروبية الأخرى. 3) المستوى المعيشي في اسبانيا لم يكن جد مكلف بالنسبة للطلبة الذين ليست لهم منح دراسية. 4) الجامعات الإسبانية كانت تقبل الطلبة المغاربة ذوي الشعب العلمية والأدبية بدون أي عائق باستثناء بعض الشعب. 5) اللغة الإسبانية لم تكن عائق في وجه الطلبة حيث كان تعلمها لا يتطلب الكثير من الوقت. 6) الجامعات و المختبرات الإسبانية كانت مجهزة بشكل كافي لإستقبال عدد كبير من الطلبة المغاربة وغيرهم من دول مختلفة. 7) وأخيرا، العامل الجغرافي، حيث أن إسبانيا لا تبعد عن المغرب إلا بضعة كيلوميترات، الشئ الذي كان يسهل بشكل ملحوظ عملية تنقل الطلبة.
مثل كل الطلبة المغاربة، البداية بطبيعة الحال كانت صعبة و خاصة عامل اللغة. خلال السنوات الأولى واجهنا مجموعة من المشاكل من بينها: 1) تعلم اللغة الإسبانية 2) تعلم اللغة الإنجليزية لأن البحث العلمي يتطلب معرفة اللغة الإنجليزية. 3) الحضور الإجباري للدورات التكوينية المنظمة من قبل قسم الشعبة. 4) القيام بأعمال البحث العلمي في المختبر و تعلم تقنيات البحث و مواكبة مجريات البحث العلمي. حضور المؤتمرات و الاجتماعات، وعرض النتائج المحصل عليها في المؤتمرات و الاجتماعات ، ... الخ. 5) لكن هناك مشكلة كبرى كانت تواجه الطالب المغربي هي المشكلة الاقتصادية. لذلك كان علي بالعمل خلال عطلة نهاية الأسبوع أو أيام العطل الصيفية حتى أؤمن لقمة العيش.
على الرغم من هذه الصعوبات والتحديات التي و اجهتها خلال سنوات الدراسة، إلا أني لم نكن أبالي بها أمام الهدف الذي جئت من أجله إلى إسبانيا.و الذي هو البحث العلمي و الحصول على أعلى دبلوم. هكذا بتوفيق من االله تمكنت من إنهاء الماستر في عام 1998 ثم الدكتوراه في عام 2001. بعد مرحلة الدكتوراه أصبح الأمر أسهل حيث حصلت على مجموعة من المنح من بينها منحة الإتحاد الأوروبي و هي من أفضل المنح عالميا والتي خولتلي مزاولة البحث العلمي بشكل أسهل. ثم حصولي على منح أخرى أعطتني دفعة قوية في هذا الإتجاه.
. هل بإمكانك أن تعرفنا بالمنح التي حصلت عليها؟
في السنتين الأولتين من مجيئي إلى إسبانيا لم تكن لدي أية منحة. فكنت أعمل لتغطية تكاليف الدراسة والحياة. و بعدها، الحمد الله، حصلت على مجموعة من المنح من بينها:
- منحة الحي الجامعي ببالينسيا لمدة ثلاث سنوات 1998-2000.
- منحتين متتالتين من جامعة بوليتيكنك ببالينسيا.
- منحة الإتحاد الأوروبي و هي من أفضل المنح عالميا لمدة سنتين 2001-2003.
- أما المنح المتتالية، بفضل من االله سبحانه و تعالى و توفيق منه، كان الحصول عليها سهلا. حيث أصبحت أنافس أكابر الباحثين الشباب الإسبان. منذ سنة 2004 حصلت على مجموعة المنح من بينها منحة وزارة التربية الإسبانية لمدة ثلاث سنوات ﴿ vaCier la de Juan﴾، منح المجلس الأعلى للأبحاث العلمية ﴿CSIC﴾ و منح أخرى. أحمد االله سبحانه و تعالى كل الحمد على حصولي عليها. فهو كل من عند االله و فضل من االله.
هاته المنحة لعبت دورا أساسيا في حياتي حيث شكلت منعطفا قويا في سيرتي الداتية ومشواري العلمي. من هنا بدأ التألق,
. مغربي بين أفضل الباحثين العلميين في إسبانيا. كيف يتعامل معك زملائك؟ هل أنت مريح؟
على العموم يعاملونني باحترام. لأنني أحترم نفسي، أحترم الآخرين و أحترم حدودي . أنا لا أتدخل في مشاكل الآخرين. أحاول أن أكون مهذب مع الجميع. أحاول أن أعطي صورة إيجابية عن الشخص المسلم. أحاول أن أكون السباق بالتحية. أشارك في الاحتفالات التي تنظم في المعهد. هم يعرفون أنني لا آكل لحم الخنزير ولا أي مشروب كحولي. في هذا الجانب يحترمونني كذلك. أنا لا تنقسني الإبتسامة أبدا. خصل كهاته لا تكلفني شئ لكن وقعها إيجابي كبير في نفوس الآخرين.
يقول الشاعر:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً....... يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنذا...... ليس الفتى من يقول كان أبي
في سنة 2010-2013 تم تعييني مسؤول رئيسي على المعدات العلمية للمعهد لمدة ثلاث سنوات. قمت بتعليم الكثير من الاسبان الشباب و العلماء الأجانب كيفية استعمال تلك المعدات العلمية. شاركت في الأنشطة العلمية التي ينظمها المعهد. لقد ألقيت عدة محاضرات علمية في مؤتمرات وطنية ودولية و بلغات عدة. كثيرا ما يسألونني كم عدد اللغات أتكلم . و حين أقول لهم أتكلم خمس لغات (اللغة العربية، الفرنسية، الإسبانية، الإنجليزية والإيطالية) يبقوا مندهشين.
بالإضافة إلى ذلك، و الأهم من ذلك، عدد أبحاتي العلمية و براءات اختراع تفوق الكثير من الأساتذة الاسبان. لذلك فهم ينظرون إلي بنوع من التفوق.
خلاصة ذلك، احترم نفسك يحترمك الآخرون. ولا تقاس قيمة الشخص بوزنه ولا بطوله ولكن تقاس بقيمة وجودة أعماله.
عادة ما أشعر بالراحة والسعادة. أنا سعيد للغاية أنني اخترت إسبانيا لمتابعة دراستي. كل ما كنت أريد أن أتعلمه تعلمته. لقد قمت باستغلال الوقت بشكل جيد ومحكم. كنت أعلم أن أية فرصة ضاعت لن تعود. حمدا لله على كل شئ.
. كيف دخلت المجلس الأعلى للأبحاث العلمية ﴿CSIC﴾ ؟
ذخلت المجلس الأعلى للأبحاث العلمية في عام 2004. عندما انتهيت من أطروحة الدكتوراه في عام 2001 حصلت على منحة أوروبية (ماري كوري، وهي المنحة الدراسية الأكثر شهرة في العالم) لمدة عامين 2002-2003 وذلك منأجل العمل في مركز البحث ﴿Italy-Bologna CNR﴾ وهي واحدة من أكثر مراكز البحوث المرموقة في إيطاليا.
عندما انتهيت من إيطاليا عدت إلى مدريد إلى المجلس الأعلى للأبحاث العلمية ﴿CSIC﴾ بموجب عقد عمل لمدة أربع سنوات 2007-2004 . ثمعقود عمل آخرين الواحد تلوى الآخر للإستمرار في نفس المعهد.
. كنت تقول أن مرض والدك بمرض الباركنسون هو الدافع الأساسي لهذه البحوثات ؟ يمكنك اعطاء مزيد من التوضيحات؟
والدي أصيب بمرض الباركنسون منذ حوالي أكثر من 16 عاما (أسأل الله تعالى أن يشفيه وأن ينقيه منالذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس). مجرد ما توقف عن العمل أصابته حالة من الحزن و الإكتآب. بعد معايدة الطبيب أعطاه سلة من الأدوية. رغم استعمال كل هاته الأدوية لم تفده في شئ. بل زادته مرضا على مرض. أصبح يشتكي من وجع في الرأس. بدأت بعد شهور قليلة ظهور أعراض الإهتزات على يديه. بعد معايدة الطبيب من جديد أعطاه سلة أخرى من الأدوية. في كل مرة الطبيب يعطيه سلة من الأدوية كالعادة. على مدى السنوات الأولى بدأت بالظهور مجموعة من المشاكل على سبيل المثال فقدان قوة الحركة، عدم التحكم في اليدين وعدم القدرة على الأكل.
كباحث في مجال الكيمياء الطبية، كنت دائما أتساءل عن ماذا يمكنني أن أقدمه في حياتي؟ و لماذا لا أبحث في هذا المرض حتى أجد الدواء لينتفع به أبي و ينتفع به سائرالمرضى؟ ولكن هذا ليس بيدي بل له علاقة بإيجاد مختبر يشتغل في هذا المجال. في عام 2008 أتيحت لي فرصة ذهبية للعمل في مختبر لديه خبرة عالية في مجال مرض الزهايمر والباركنسون. هناك وجدت ما كنت أبحث عنه. و هناك قضيت كل الوقت للبحث والدراسة من أجل العثور علي دواء لعلاج هذه الأمراض يعطي قليلا من الأمل لكثير من المرضى وأسرهم. كثيرا ما كنت أقضي أوقات طويلة في المختبر. لم أكن أبالي بالجوع و لا بالعياء. كان أملي في االله كبير. و بعد ثلاث سنوات من الكد و العمل، حصلت على مادة أعطت نتائج مذهلة أفضل من الدواء الذي يباع في الصيدليات (Donepezil).
. من ماذا تتألف هذه البحوث ؟ وما هي النتائخ المحصل عليها؟
قبل أن نبدأ في البحث، نجتمع نحن ككميائيين مع أساتذة مختصين في علوم الفارماكولوجيا ﴿علوم دراسة المركبات الكميائية ذات التأتيرالعلاجي﴾ و مختصين في علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا. فنتدارس الأمر مع بعضنا و نحدد ماذا نريد ثم نحدد الهدف المنشود. أما التصميم و الإنتاج يبقى بأيدينا نحن ككميائيين. وهذا ما قمت به، دائما بالإستشارة مع أعضاء الفريق وخاصة البرفسور خوسي لويس ماركو (Contelles-Marco Luis José).
اتخذنا كنموذج، الدواء الذي يباع في الصيدليات (Aricept® ,Donepezil). قمنا بمجموعة من التغييرات و أدخلنا عليه مجموعة من التحسينات. فكانت النتائج مذهلة. العمل كلفنا أكثر من ثلاث سنوات منالبحث. قمنا بإرسال هاته المادة إلى عدة مختبرات متخصصة.
و وفقا لنتائج الدراسات المختبرية التي أجريت على إنزيمات لها علاقة مباشرة بمرض الزهايمر, و التي أجريت في مختبر علم الأحياء والكيمياء الحيوية والجزيئية ومعهد العلوم بجامعة برشلونة المستقلة (UAB ,Barcelona de Neurociencias de Instituto del Molecular Biologia y Bioquimica de epartamentoD) أثبتت الدراسات أن هذا الدواء أعطى نتائج أفضل من الدواء الذي يباع في الصيدليات (Donepezil).
وأجريت اختبارات عديدة على الفئران في مختبر (CSIC ,Cajal Instituto) حيث تم التأكد من ان هذا الدواء يعمل بفاعلية لحماية خلايا الدماغ.

نتائج هذه الدراسة نشرت في مجلات علمية عالمية " (2011) 8251−8270, 54, Chemistry Medicinal of Journa" ، "2013 ,808-797 (8)10 ,Reseach Alzheimer Current" ، "2014 ,171-161 (2)20 ,Design Pharmaceutical Current"، كما أنها نوقشت في مؤتمرات علمية عالمية بحضور مختصين في هذا المجال حتى تكون هاته النتائج لها نوع من المصداقية.
هذه الدراسة أتبثت أن هذا الدواء يمنع تكون الصفائح البروتينية المميزة لمرض الزهايمر. فضلا عن كون هذا الدواء مضادا قويا للأكسدة.
يذكر أن مرض الزهايمر يسببه تكون بروتين يسمى بيتا أميلويد (Amyloid−β) في خلايا المخ. ويعتقد أن هذا البروتين يؤدي إلى إحداث تشوهات في بروتين آخر يسمى تاو (Tau) الأمر الذي يسفر عن تدمير خلايا المخ من الداخل.
نحن ما زلنا نعمل على تحسين و تطوير علاج يهدف الى حماية خلايا المخ من التآكل في مرض الزهايمر وغيره من الأمراض العصبية.
. في الجامعات الإسبانية يوجد عدد كبير من الطلاب العرب متألقين، معظمهم من المغاربة، ولكن قليلون هم من يعملون في مجال البحث العلمي. يمكنك تفسير هذا الوضع؟
عرفت هجرة الطلاب المغاربة إلى اسبانيا أوجها في التسعينات من القرن الماضي. كما عرفت أن عدد الطلبة الذين أتوا لدراسة شعب الهندسة و شعب أخرى كان قد فاق بكثيرعدد طلاب البلدان العربية. إلا أنها ازدادت بين الطلبة المغاربة الراغبين في دراسة سلك الماسطر و الدكتوراه نظرا للتسهيلات الي تقدمها الجامعات الإسبانية.
هناك من الطلاب المغاربة من كانوا متفوقين جدا. لكن عددهم كان قليل. وذلك راجع لعدة أسباب. من أهمها أسباب اقتصادية بالدرجة الأولى. ولهذا كثير من الطلبة كانوا يضطرون للعمل وذلك من أجل استمرارية حياتهم. غيرأن البعض منهم وجدواعملا شبه قار فانقطعوا عن الدراسة. أما البعض الآخر فقد استطاع استكمال دراسته و الحصول شهادة الدكتوراه. ومن هاته الفئة من الطلبة منهم من ذهب يبحث عن العمل الذي طالما انتظره و منهم تابع دراسته ما وراء الدكتوراه. و هي فئة قليلة. وهذه الفئة لقلتها تعد على رؤوس الأصابع.
. ما هي النصيحة التي تعطيها للطلاب المهاجرين في اسبانيا؟
النصيحة التي أستطيع أن أوجهها للطلاب المهاجرين في إسبانيا هو أن يسأل كل واحد نفسه لماذا جئت إلى اسبانيا ؟ ما هي الشعبة التي يجب أن أدرسها؟ ماذا أريد أن أكون في المستقبل ؟ هذه الأسئلة وغيرها تجعلك تفكر في مستقبلك. كل طالب يعرف جيدا أن الدراسة في اسبانيا تتطلب تكلفة مادية عالية. معظم هؤلاء الطلبة يأتيهم راتب شهري من والديه. فوالديه يقتطعون من مصروفهما الشهري لتمويل دراسة أبنائهم. هم يفعلون ذلك وهم رضون لأنه لا يوجد أب في الدنيا يترك إبنه من دون مصاريف. يفعلون ذلك على أمل أن يكملوا أبناءهم الدراسة ويعودوا بشواهد جامعية تمكنهم من العمل في وظيفة لائقة. يجب أن يضع الطالب كل هذه التضحيات من أبويه نصب عينيك. وأن يفكر في مستقبله. وأن يستغل الوقت أحسن استغلال لأن مدة أربع سنوات تمر بسرعة. ولا يجب تضييع الوقت ولا ترك فرص الدراسة تضيع بدون استغلال. ربما قد تكون فرصتك الأخيرة. يجب أن نعمل على خلق جيل جديد طموح و منتج علميا و ثقافيا و صناعيا و إنسانيا. وهذا لا يتأتى إلا بتكاثف الجهود بين كل من الأباء، الجمعيات والأطر المثقفة. يجب أن تكون هذه الأطر قدوة لهؤلاء الشباب. هذا و االله أعلم. و السلام عليكم و رحمة االله و بركاته.
من قرية صغيرة في منطقة جبلية إلى مخترع الأدوية لعلاج مرض الزهايمر و الباركينسون.
.Abdelouahid Samadi Samadi - ASS234 الدواء سمي بإسمه،
Brevet International: WO2011113988/2013 وتم حفضه عن طريق براءة اختراع عالمية
نبدة عن الدكتور عبد الواحد الصمدي.
في قرية صغيرة اسمها دوار بني خلاد التابع لقيادة عرباوة و الذي يبعد عنها بحوالي 13 كيلوميتر، ولد الدكتور عبد الواحد الصمدي من عائلة متوسطة تعيش على الفلاحة و تربية المواشي. في السنوات الإبتدائة درس في مدرسة كتامة في القرية المجاورة (دوار كتامة) و التي تبعد عن قريته بحوالي 3 كيلوميترات بالقرب من سد واد المخازن. عبد الواحد الصمدي و هو في السابعة من عمره كان يتنقل هو و بعض الأطفال في سنه من قريته الصغيرة التي لم تكن فيها مدرسة إلى القرية المجاورة و التي بها المدرسة الوحيدة في تلك المنطقة. لم تكن هناك طريق معبدة تربط بين القريتين. فكان يتنقل مرتين في اليوم، في الصباح و عند آخر اليوم في طريق غير معبدة و بين الأشجار. كان يقطع خمس وديان كبيرة في اليوم ذهابا و إيابا. في الصيف تكون الوديان الخمس جافة حيث يسهل عبورها أما في في الشتاء فتكون ممتلئة عن آخرها حيث يكون عبورها مغامرة يومية.
في فترة الغذاء كان يبقى في المدرسة ينتظر الفترة الدراسية المسائية. فكان يتناول غذاءه المكون من الخبز و الزيتون أو الخبز و التين المجفف. هكذا قضى عبد الواحد الصمدي تعليمه الإبتدائي.
في السنة الخامسة ابتدائي، في نهاية العام الدراسي علقت ورقة النتائج على باب المدرسة تظم أسماء الناجحين من كل القرى المجاورة للمدرسة. فقط ثلاثة أطفال من قريته تمكنوا من الحصول على الشهادة الإبتدائية. عبد الواحد الصمدي كان من بين الثلاثة المتفوقين. ما زال إلى يومنا هذا يضرب به المثال بين أهالي القرية.
إذا كان عبد الواحد الصمدي من المتفوقين في تلك الظروف الصعبة القاهرة، فكيف لا يكون من المتفوقين في عصرالتكنلوجيا وكل شئ موجود و سهل.
بعدها هاجرت عائلته إلى مدينة طنجة و ذلك لمساعدته على استكمال دراسته. حيث درس تعليمه الإعدادي و الثانوي بثانوية علال الفاسي بطجة. منذ البداية كان له توجه علمي حيث كان يحصل دائما على المرتبة الأولى في المواد العلمية. و في سنة 1990 حصل على شهادة الباكلوريا علوم.
بعد ذلك انتقل إلى مدينة تطوان لمتابعة دراسته الجامعية، حصل بعدها على شهادة الإجازة شعبة الكيمياء من جامعة عبد المالك السعدي (تطوان). في السنة الرابعة شعبة الكيمياء (4C تخصص كيمياء عضوية) حصل على النقطة الأولى في قسمه. بعدها انتقل إلى جامعة بالينسيا (إسبانيا) حيث حصل على شهادة الدراسات العليا المعمقة من كلية الصيدلة جامعة بالينسيا سنة 1998. ثم انتقل إلى جامعة بوليتيكنك ببالينسيا حيث حصل شهادة الدكتوراه بامتياز سنة 2001.
الدكتور عبد الواحد الصمدي عمل في عدة جامعات و مراكز البحث العلمي. في سنة 2002 حصل على منحة الإتحاد الأوروبي (Fellowship Curie Marie) لمدة سنتين. وهي من أفضل المنح عالميا.
أعضاء فريق العمل: الدكتور عبد الواحد الصمدي هو الثاني من اليمين إلى اليسار.
في سنة 2004 عاد إلى مدريد حيث عمل في مختبر الكيمياء الطبية بمشاركة البرفسور خوسي لويس ماركو, التابع لمعهد الكيمياء العضوية بمدريد (CSIC). و يعمل ضمن فريق ذو تجربة عالية في صناعة الأدوية لمحاربة مرض الزهايمر و مرض الباركينسون.
الدكتور عبد الواحد الصمدي حصل على 8 براءات اختراع عالمية وأروبية و أخرى اإسبانية. كما له أكثر من 67 منشور علمي في مجلات علمية عالية الجودة. أنه شارك في أكثر من 38 مؤتمر دولي كمحاضر. كما أنه عمل كمصحح لمجموعة من الأعمال العلمية التي نشرت في مجلات علمية.
في سنة 2010 و 2011 عمل الدكتور عبد الواحد الصمدي كمدرس لطلبة الماستر تخصص صناعة الأدوية. في دسمبر 2012 ألقى محاضرة حول مرض الزهايمر في جامعة الصفاقص بتونس كأستاذ زائر. كما كان ظمن فريق مراقبة تقديم أطروحة الدكتوراه في مرض الزهايمر.
الدكتور عبد الواحد الصمدي يتكلم خمس لغات و هي العربية، الإسبانية، الفرنسية، الإنجليزية و الإطالية. هو كذلك:
https://www.facebook.com/groups/aadomes/- رئيس جمعية إبن رشد للدكاترة المغاربة بإسبانيا.
- عضو المنظمة العالمية للعلماء الشباب العرب
- عضو منتدى مرضى الزهايمر
- عضو شبكة مرضى الزهايمر/ مرضى الباركينسون
على إثر أبحاثه واختراعاته قامت الحكومة الإسبانية بتكريمه بإعطائه الجنسية الإسبانية والتي نوقشت داخل قبة البرلمان و ذلك تكريما و تشجيعا و تقديرا منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.