خرج الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والذي غيبه المرض عن الساحة السياسية، عن صمته ليدلي بدوله في الصراع الدائر حاليا بين بعض أجنحة الجيش الجزائري وزعيم جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الذي خلقت تصريحاته المطالبة بتنحي رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال محمد مدين المدعو توفيق عن مهامه. وفي رسالة تعزية وجهها إلى نائب وزير الدفاع، قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، إثر حادثة سقوط طائرة عسكرية بولاية أم البواقي أمس الثلاثاء، قال بوتفليقة: "لقد اعتدنا على الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبيل كل إستحقاقات، لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الإستقلال، فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي والتعرض لما من شأنه أن يهز الإستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم، مؤكدا أن لا أحد يحق له مهما علت المسؤوليات أن يعرض الجيش الوطني الشعبي والمؤسسات الدستورية الأخرى إلى البلبلة". رسالة الرئيس التي حملت تعازيه للجيش الوطني الشعبي وعائلات ضحايا تحطم الطائرة العسكرية، تضمنت تحذيرا وإنذارا صريحا لكل الأطراف مهما علت مناصبهم، إلى عدم التعرض إلى المؤسسة العسكرية وغيرها من المؤسسات الدستورية، في رسالة بدت واضحة إلى سعداني حتى وإن لم يسمه بالإسم، إذ وصف ما شهدته الساحة السياسية مؤخرا بالتكالب الذي لم تشهده الجزائر قط منذ إستقلالها، رغم ما اعتادته من حراك مماثل عشية كل إستحقاقات. وكان عمار سعداني قد ندد بتدخل الجيش في الحياة السياسية الجزائرية وخلق الحركات التصحيحية داخل الأحزاب، والإخفاق في المهام الموكلة لجهاز الاستخبارالت العسكرية كتأمين حياة الرئيس الراحل محمد بوضياف، وزعيم المركزية النقابية الراحل عبد الحق بن حمودة ورهبان تيبحيرين، كما حمل الجهاز مسؤولية حادثة تيقنتورين، وطالب الجنرال توفيق بالتنحي.