سيقوم مستشفى في مدينة ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا الأمريكية بدفع مبلغ 10 ملايين دولار لوالدي طفلة أصبحت معوقة جراء تأخره في تقديم المساعدة الطبية العاجلة لها. ووفقا لتقديرات الحقوقيين، فان مبلغ التعويض عن الضرر الذي لحق بصحة الطفلة جراء تباطؤ وتماهل الأطباء الأمريكيين يعد الأكبر في تاريخ الولاية. وحدثت المأساة في غرفة عيادة بمستشفى ساكرامنتو، حيث وصل الوالدان بابنتهما ماليا جيفرس البالغة سنتين من العمر. وكانت الطفلة مصابة بقشعريرة وضعف، كما كان وجهها شاحبا للغاية. ورغم دعوات الوالدين اللذين أصيبا باليأس، الا ان الأطباء ماطلوا في اجراء الفحص واضطرت الطفلة للانتظار لمدة 5 ساعات حتى حان دورها. وأظهرت نتائج الفحص الطبي ان الطفلة ماليا مصابة بتسمم دموي ناتج عن انتشار نوع من الجراثيم الخطرة في دمها وأعضائها الداخلية. وتم نقل الطفلة بالمروحية فورا الى مستشفى الأطفال التابع لجامعة ستانفورد بمدينة بالو ألتو الكاليفورنية، حيث قام الجراحون ببتر قدمي الطفلة ويدها اليسرى وجزء من يدها اليمنى، وذلك تلافيا لموتها المحقق في حالة مرور بعض الوقت . ويعتقد الأطباء أن شذوذا جينيا نادرا تسبب في التسمم. ولكنهم لا يجرؤن على التأكيد بأنه كان بالإمكان تلافي البتر في حال حصول الطفلة على المساعدة الطبية اللازمة في الوقت المناسب. وتمر الطفلة المعوقة حاليا بفترة النقاهة وهي مضطرة لتناول الأدوية واستخدام الأعضاء الاصطناعية والكرسي المتحرك . ورغم ان بوليصة التأمين الصحي غطت القسم الاكبر من كلفة العمليات الجراحية التي اجريت للطفلة ، إلا ان والديها تلقوا فاتورة حساب ينبغي بموجبها تسديد مئات الاف الدولارات الأخرى. وقال والد ماليا رايان جيفرس للصحفيين شاكيا ” لقد أنفقت أموالي كافة لضمان رعاية ابنتي. أنا أنفق كل ما لدي من الأموال على الادوية”. ويكسب رايان رزقه من خلال امتلاكه مستودعا للشحنات ومن خلال التجارة عبر الانترنت. وتتدرب زوجته لي يان على ان تصبح خبيرة تجميل. ويربي الزوجان أخوي ماليا غير الشقيقين. وفي النهاية اتفق المسؤولون في مستشفى مدينة ساكرامنتو ، حيث اهملت الطفلة في البدء ، اتفقوا مع والدي الطفلة على شروط التعويض بدون الاستعانة بالقضاء ، حيث سيدفع المستشفى 9 ملايين دولار لوالدي الطفلة، بينما سيتحمل موظفو غرفة العيادة مسؤولية دفع مليون دولار. وسيغطي جزء من المبلغ كلفة علاج الطفلة حسب التعريف الخاص، وسيحصل محامي والدي الطفلة على أكثر من 1.5 مليون دولار. فيما ستخصص بقية المبلغ لصندوق تم انشاؤه لتغطية احتياجات الطفلة اليومية، حيث سيكرس 16 ألف دولار لصالحها شهريا، على ان يزداد هذا المبلغ عند بلوغ الطفلة سن الرشد.