قال المقرئ الإدريسي أبو زيد، الباحث في قضايا الفكر وبرلماني عن العدالة والتنمية، إن هناك معطيين أساسيين يمكنهما أن يحيلا على الجهات التي تقف وراء تحريك الزوبعة التي أثيرت حول النكتة المعزولة من سياقيها وتم تمطيطها وتأويلها أكثر من اللازم بعدما قيل أن النكتة تقصد "سواسة"، رغم أن النكتة، يقول أبو زيد، كانت في سياق نقاش فكري حول الهوية منذ 3 سنوات بالكويت ولم تسم لا العرق ولا القبائل المقصودة منها. أبو زيد أوضح لإذاعة راديو أصوات في مقابلة معه أمس الخميس (9 يناير 2014) أن المعطى الأول الذي يشير إلى الجهات التي استغلت "النكتة" بعدما حورتها هو المعطى المستند إلى مساره الفكري المصاغ في نسق ناظم يهاجم فيه التطبيع منذ 20 سنة. والمعطى الثاني مرتبط بهجومه العلمي مؤخرا على دعاة تدريس الدارجة في المقررات الدراسية. ورغم كل هذه المعطيات، قدم أبو زيد اعتذاره لكل من اعتبر أن النكتة أساءت إليه أو ظن أنها تقصده. وفي المقابل استغرب المتحدث لراديو أصوات لأسلوب الذين هاجموه. وقال إن هؤلاء لم يبدأو بالحديث عن النكتة إلا وانتهوا إلى سبه وشتمه ونعته وأسرته بأقبح النعوت وكلمات اعتبرها ساقطة قال إنه يستحيي أن يذكرها عبر الهواء مباشرة. وأشار أبو زيد إلى أن الصفحات التي روجت بقوة وبدأت بالترويج للنكتة المشار إليها تنشر في كل مرة مواقف تعتبر عن علاقاتها بإسرائيل، بل وتفتخر بهذه العلاقة، كما أنهم ينشرون صور بعضهم على تلك الصفحات مع قادة إسرائيليين، مبرزا أن أصحاب هذه الصفحات معروفون بكراهيتهم للغة العربية كذلك. وأبرز أن المقصود بهذه الضجة هو أبو زيد الفكرة والمشروع وليس أبو زيد الشخص، لأن هذا الأخير ليس له أي عداوة مع أي شخص أو جهة. وأضاف أن من يدعون أنه عنصريا هم أنفسهم يمارسون العنصرية والعنف عليه وعلى أسرته رمزيا ومعنويا آلاف المرات. واعتبر أنه لا يمكن الحديث عن العنصرية إلا عندما تكون خطابا ناظما ومشروعا وبرنامجا ومطالب وفلسفة، أما أن تلصق العنصرية بكلمة يتم تأويلها وتمطيطها وإعطاؤها ما لا تحتمله من المعاني فهذا لا يجوز.