أبى الحاج بنحمو إلا أن يسافر إلى اليمن لإنقاذ ابنته سميرة الحامل في شهرها السادس وطفليها الصغيرين، بعد أن بلغه نبأ مقتل زوج ابنته في المعارك الدائرة رحاها منذ عدة أشهر بين المسلمين السنة وجماعة الحوثيين الشيعة في بلدة دماج شمال اليمن. وحسب مصادر من هيئة الصليب الأحمر الدولي فقد اتصل الحاج بنحمو بتمثيلية الهيئة باليمن نهاية شهر أكتوبر الماضي ليبلغها حاجته إلى المساعدة للتمكن من إنقاذ ابنته سميرة وحفيديه اللذين يبلغان من العمر سنة واحدة وثلاث سنوات، والذين بقوا عالقين وسط بلدة دماج، حيث قتل زوج سميرة المغربي على يدي المقاتلين الشيعة التابعين لقوات الحوثيين. وقد انتظر الحاج بنحمو، المتقاعد والأب لتسعة أبناء، شهرين للحصول على تأشيرة الدخول إلى اليمن لينتقل من مدينة فاس إلى صنعاء ثم إلى مدينة صعدة. ومكث الحاج بنحمو عدة أيام في مدينة صعدة ولم يستطع الانتقال إلى دماج رغم اتصالاته المتكررة مع السلطات القنصلية المغربية بصنعاء، نظرا لصعوبة التواصل مع اليمنيين لأنه يتكلم فقط الأمازيغية والدارجة المغربية التي لا يفهمها أهل المشرق العربي. وأخبرته هيئة الصليب الأحمر الدولي أنها تعطي الأولوية للجرحى والمصابين في المعارك، لكن المسن المغربي أخبرها أنه لن يعود للمغرب إلا وابنته وحفيداه في يده أو يهلك هناك دون هذا الأمر كما هلك زوج ابنته. وفي الرابع من نونبر علم الحاج بنحمو أن هيئة الصليب الأحمر الدولي ستقوم بإجلاء عدد من الجرحى من بلدة دماج فالتحق بفريق المتطوعين وتوسل إليهم بأن يخرجوا ابنته سميرة وحفيديه، فلم يجدوا بدا من تقديم العون له حتى تمكن من العودة معهم من صنعاء إلى المغرب. وأفادت مصادر حقوقية ل"شبكة أندلس الإخبارية" أنها لا تستبعد خضوع الحاج حمو وابنته سميرة للتحقيق من قبل مصالح الأمن المغربية التي تسعى لمعرفة ظروف التحاق زوجها بالمجاهدين اليمنيين وحيثيات مقتله على يد جماعة الحوثيين الشيعة.