سافر مواطن مغربي، بداية نونبر الجاري، إلى اليمن للبحث عن ابنته الحامل وطفليها، بعد أن فقدت الأخيرة زوجها في انفجار، ولم تتمكن من مغادرة مدينة دماج، الواقعة شمال غرب البلاد، بسبب المعارك التي تدور هناك. وتحكي قصة هذا الرجل المسن (70 سنة)، الذي يحمل اسم حاتم بن حمو، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي وصفت هذه المغامرة ب"المؤثرة"، إذ خاطر خلالها صاحبها بحياته، بحثا عن ابنته سميرة، التي كانت ذهبت للعيش مع زوجها في مدينة دماج اليمنية، منذ ما يزيد عن خمس سنوات. وتوضح وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، استنادا إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن حاتم بن حمو بدأ يفكر في السفر إلى اليمن، عندما تلقى خبر وفاة زوج ابنته، إثر إصابات ناجمة عن انفجار قذيفة، وبعد ما بات من المستحيل أن تعود ابنته إلى المغرب. واستغرق حصول هذا الأب المتقاعد على تأشيرة الدخول إلى اليمن مدة شهرين، ليغادر مسقط رأسه بمدينة فاس، في رحلة طويلة وشاقة، خاصة أنه لا يتقن إلا اللغة الأمازيغية، إلى محافظة صعدة، في شمال غرب اليمن، حيث تقع مدينة دماج . وقال بن حمو للجنة الدولية للصليب الأحمر إن ابنته أبلغته أنها لا تستطيع المغادرة بسبب القتال، "فوعدتها بأن آتي لآخذها معي". وفي 4 نونبر الجاري، علم الأب بمحاولة إحدى قوافل اللجنة الدولية الدخول إلى دماج، قصد إجلاء بعض الأشخاص المصابين بجروح بليغة، فطلب منها إجلاء ابنته الحامل وطفليها. وقال الأب لأعضاء اللجنة "سأظل جالسا فوق هذه الصخرة إلى حين إجلاء ابنتي"، غير أنه ظل ينتظر دون جدوى، لأن الأسبقية كانت للمصابين بجروح بالغة الخطورة، فأجهش بالبكاء طالبا السماح له باللحاق بالقافلة، وإلا سيذهب إلى هناك سيرا على الأقدام، على حد قوله. وظل الأب ينتظر أياما عدة، حتى حصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي على الضمانات الأمنية اللازمة للدخول مرة أخرى إلى دماج، وكانت الابنة سميرة وطفلاها ضمن المجموعة التي تم إجلاؤها هذه المرة، فسافر الحاج حاتم رفقة ابنته الحامل وحفيديه على متن طائرة إلى صنعاء، ومن ثمة إلى المغرب.