اعتبرت جريدة الشروق الجزائرية اليوم السبت أن العلاقات المغربية الجزائرية دخلت "منعرجا خطيرا"، بإقدام مواطنين مغاربة على اختراق السياج المحيط بالقنصلية الجزائرية بالدار البيضاء، واقتحام مبنى القنصلية وإنزال العلم الجزائري من فوقها، مما دفع بذات الجريدة إلى الحديث عن إمكانية اندلاع حرب بين البلدين بسبب ما أسمته ب"القرارات الانتحارية للمخزن المغربي". وأشارت ذات الجريدة إلى أن "السفارات والقنصليات تمثل سيادة الدول التي تمثلها في البلدان الموجودة بها، وعليه فإن أي اعتداء عليها يعتبر اعتداءا غير مبرر على هذه السيادة، مهما كانت المبررات التي ستسوقها سلطات الرباط، لتبرير هذا الفعل الإجرامي غير المحسوب العواقب"، بل إن أي اعتداء من هذا القبيل تسبب في نشوب حروب بين الدول، وما في "حادثة المروحة" التي افتعلتها فرنسا لغزو الجزائر إلا خير دليل على ذلك. "ومن شأن هذا الاعتداء، تضيف الشروق، أن يزيد من صبّ الزيت على النار في العلاقات بين الجزائروالرباط، التي عاشت في اليومين الأخيرين على وقع تصعيد من طرف المغرب، التي أقدمت على استدعاء سفيرها بالجزائر، في قرار فاجأ السلطات الجزائرية، ودفعها إلى التأسف عن تصعيد كان يمكن تفاديه حفاظا على التقارب المسجل بين البلدين في الأشهر الأخيرة". وأعتبرت الشروق أن الموقف المغربي "يكشف عن تسرع بات سمة التعاطي المغربي في كل ما يتعلق بالعلاقة مع الجزائر، ويبرز ذلك بوضوح في الأزمة التي اندلعت بين الجزائروالرباط في العام 1994، عقب تفجير فندق مراكش من طرف عناصر إرهابية، حيث سارعت حينها السلطات المغربية لاتهام السلطات الجزائرية بالوقوف وراء ذاك الاعتداء، وبادرت دون تشاور مع الطرف الجزائري، إلى فرض التأشيرة على الرعايا الجزائريين الراغبين في دخول التراب المغربي، فكان على الطرف الجزائري أن رد بالمثل، ثم زاد بغلق الحدود لدرء الشكوك مستقبلا".