أدى تصاعد حدة التهديدات الغربية للقيام بضربة عسكرية ضد النظام في سوريا، إلى حالة من الارتباك في صفوف النظام السوري، رافقه حالة من النزوح لبعض عائلات الضباط والمؤيدين للنظام من العاصمة دمشق باتجاه منطقة الساحل، فيما غادر بعضهم البلاد باتجاه لبنان ودول أخرى، في وقت تترقب المعارضة المسلحة التطورات بحذر شديد. ورافق تسارع الأحداث في المنطقة تدهور في بورصات الدول المجاورة، فيما انعكس الوضع على الداخل السوري، وانخفضت قيمة الليرة السورية، لترتفع الأسعار بشكل كبير. وقالت الناطقة باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، سوزان أحمد، لمراسل الأناضول، "إن الوضع متدهور، والناس باتت متخوفة، والاقتصاد شبه منهار، والاسعار مرتفعة، بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار بشكل كبير". وعن صحة المعلومات حول هروب بعض من المؤيدين للنظام من العاصمة، وبعض الضباط وعائلاتهم في الجيش النظامي، من مواقع خدمتهم، وإفراغ بعض المواقع العسكرية، أكدت أنها أمور حدثت بالفعل، وقالت "هناك ضباط هربت إلى لبنان، وتم نقل الاسلحة بشكل كبير من مقرات امنية، فيما بدأت حواجز أمنية بالانسحاب من مناطقها". وأضافت أنه "تم افراغ بعض مستودعات الاسلحة على جبل قاسيون، ونقلهم الى جهات اخرى غير محددة، واغلب الموالون للنظام في دمشق، بمنطقة المزة والدحاديل وعش الورور، ينزحون اما إلى منطقة الساحل، أو إلى لبنان، فيما انسحبت الحواجز بين المزة والصبورة"، مشيرة إلى أن "قيادة النظام تجبر الشبيحة على تسليم هوياتهم الامنية، والإبقاء على الهويات المدنية معهم، لتسهيل حركهتم والهروب". وعن وضع المعارضة المسلحة في ريف دمشق، أوضحت أنهم "لم يتقدموا إلى الحواجز الموجدة بين المزة والصبورة، لأنه مكان امني بامتياز، ويقع تحت سيطرة النظام، ولكن هناك أماكن في القلمون تقدم الجيش الحر إليها، وكذلك الامر في بيت جن بالريف الغربي، حيث يقوم النظام بسحب جنوده من الطائفة العلوية المؤيدة، عن الحواجز بحجة وجود مهمات، ويبقي البقية، الأمر الذي يوضح حجم الخوف بين صفوف النظام واتباعه"، على حد تعبير احمد. أما شمالا فيؤكد عمر عبد الفتاح، المسؤول الإعلامي في لواء الانصار بحلب، أنه "بعد التهديدات الغربية للنظام، يعتبر الوضع هادئا بخان العسل، والنظام لا يأخذ هذه التهديدات في هذه المنطقة على محمل الجد"، كاشفا انه "يوجد نزوح للمواطنين من داخل المدن التي يسيطر عليها النظام". واعتبر عبد الفتاح، في تصريحات لمراسل الأناضول، أن "النظام قد يكون مرتعشا الان، وربما يكون مسعورا اذا تحرك الغرب"، نافيا أن يكون هناك "إفراغ للمواقع العسكرية، ولحواجز النظام في الشمال، بل يقوم بتعزيز مواقعه من الداخل، بزيادة التأهب، ومثال ذلك هو الاكادمية العسكرية، حيث يقوم بتعزيز دفاعي، وليس تعزيزا هجوميا ضد الثوار"، على حد وصفه. وعن رد فعل المعارضة المسلحة إزاء التهديدات الغربية للنظام، ذهب عبد الفتاح إلى ان "الجيش الحر لا يأخذ كثيرا بكلام الغرب، وهو متأهب لأي رد فعل للنظام، ويحصن مواقعه بالقرب من اماكن تواجد قواته"، مضيفا أن هناك "تخوف من ضرب الجيش الحر، وخاصة من القوى الاسلامية"، مشددا على أن "الجيش الحر يقف موقف واحدا، وعلى مسافة واحدة من كل الاطراف في ساحة المعارضة المسلحة". وكشف أن "معنويات المقاتلين في المعارضة بكل أطيافها عالية جدا، ولربما يصلون للقصر الجمهوري قبل صواريخ الكروز، فيما معنويات جنود جيش النظام، البعيدين عن موضع القرار نهائيا، ولا يعلمون أي شيء خارجيا، منهارة تماما أمام الضربات الموجعة، والانتصارات التي يحققها مقاتلو المعارضة، أما الضباط في جيش نظام الأسد فهم على يقين أنهم سيخذلون من كل الأطراف، سواء من قاداتهم، أو من روسيا، والآن هم يبحثون عن طريق للهرب"، على حد وصفه. وتترقب مختلف الأوساط المحلية والإقليمية والدولية لضربة عسكرية غربية بقيادة الولاياتالمتحدة، في رد على استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي في الغوطتين بريف دمشق الأسبوع الماضي. وكشف معارضون سوريون في تصريحات صحفية، أن دولا غربية أبلغتهم باقتراب ضربة عسكرية تستهدف مواقع عسكرية للنظام السوري، فيما لم يعرف بعد حجم الضربة، وموعدها حتى الآن.