يبدو أن المشاورات رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران ورئيس التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار قد قطعت أشواطا مهمة، وتسير بشكل جيد وطبيعي، في إطار سعي بن كيران إلى ترميم حكومته بعد انسحاب حزب الاستقلال واستقالة وزرائه. ولعل هذا الانطباع هو ما تعمدت قيادة العدالة والتنمية إخراجه على عموم المراقبين من خلال نشر صورتين لرئيس الحكومة بن كيران ومزوار وباها يتناولون كؤوس الشاي والحلوى في البيت الشخصي لبن كيران وليس في مقر إقامته الرسمية. و التقى عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ليلة الاثنين صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، بمنزل بن كيران بحي الليمون بالرباط في لقاء وصف بأنه الأطول بين الرجلين. اللقاء الذي حظيت تفاصيله بالتكتم الشديد، والذي رفض الطرفان كشف تفاصيله، قدم خلاله صلاح الدين مزوار مقترحات وتصور حزبه للانضمام إلى الحكومة، وكذا طبيعة الملفات التي يفضل الاشتغال عليها. والتزم الطرفين بعد نهاية اللقاء بسرية المشاورات يعد احد المؤشرات على أن الطرفين دخلا فعلا مرحلة التفاصيل، حيث أن طلب السرية وجهه بن كيران إلى مزوار الذي تجاوب معه دليلا على حسن النية. وكان لافتا "طول" اللقاء، وهو ما اعتبره مصدر مطلع، في تصريح ل"شبكة اندلس الإخبارية" مؤشر حاسم على أن جلسة المفاوضات التي تمت بحضور وزير الدولة والرجل الثاني في الحكومة وحزب العدالة والتنمية عبد الله بها تسير في الاتجاه الصحيح وانها الجلسة الأولى المخصصة لبحث مسألة المناصب الوزارية. وسجل المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن بن كيران ومزوار اتفقا في لقاء سابق بينها، على تاجيل مناقشة تفاصيل المناصب الوزارية إلى ما بعد حصول صلاح الدين مزوار على الضوء الخضر من مجلسه الوطني وهو ماتم فعلا. وتوقع المصدر، ان ينقل بن كيران باعتباره مفوض الأغلبية لبحث ترميم الحكومة مطالب مزوار إلى حليفيه في الحكومة، امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية ووزير الداخلية ونبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى والتعمير، الذي لم سبق لهم ان اتفقوا على خريطة طريق من أجل الوصول إلى توافق يُسهل ويسرّع عملية ترميم الحكومة.