قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون المغاربية، الدكتور عبد الفتاح الفاتحي "إن المغرب يعيش على وقع نكسة دبلوماسية تهدد الموقف التفاوضي في قضية الصحراء" معتبرا أن سحب قرار توسيع صلاحيات المينورسو لم يكن ليتأتى إلا بالالتزام بتعهدات مجحفة لموقفه التفاوضي. الفاتحي الذي كان يتحدث في الندوة الفكرية التي نظمت بمدينة القصر الكبير السبت الفارط في موضوع "الصحراء المغربية المرحلة ورهانات المرحلة" أكد "أن المبادرة الأمريكية، واستبعاد رفع الفيتو الفرنسي كشفت عن تغييرات جوهرية حدثت في سلم العلاقات الدولية لم تكن الدبلوماسية المغربية على علم بها، بل تفاجأت بها" مشيرا أن الدبلوماسية المغربية لم تكن على قدر كبير من اليقظة حيال تغيير العلاقات الإقليمية الدولية، رغم امتياز عضوية مجلس الأمن الدولي. و انتقد المحلل السياسي التعاطي المغربي مع القضية في الأقاليم الجنوبية مستشهدا بتنبيه المبعوث الأممي كريستوفر روس للمغرب الذي قال فيه "إن حالة التدبير الفاشل المتواصلة في أقاليم الجنوبية ستزيد من شدة الاحتقان الاجتماعي الذي يتصيده انفصاليو الداخل للخروج به نحو مظاهرات سياسية تطالب بالإنفصال عن المغرب" و أن دوافع المظاهرات لا تعدو أن تكون نكاية بحالة الفساد في التسيير وانعدام العدالة الإجتماعية، بدليل أن مطالب العديد منهم للمبعوث الشخصي كريستوفر روس جد محدود منها المطالبة بحياة أفضل وإشراكهم في المفاوضات على المستقبلهم بشكل معقول، على تعبير الفاتحي. و اعتبر الخبير في الشؤون المغربية أن المصادقة على قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد التعديل وعدم اعتراض فرنسا عليها بورقة الفيتو يكشف عن هشاشة التحالف الاستراتيجي الدولي لشبكة علاقات المغرب، وفشل بنية دبلوماسيته التي عاشت على وقع الصدمة لما اقترحت أمريكا قرارا ضد حليفها الاستراتيجي المغرب. و في قراءته للقرار الأمريكي الأخير شدد الفاتحي على أنه رغم التراجع عنه في اللحظات الاخيرة إلا أن القرار بشأن الصحراء له تداعيات جيوسياسية خطيرة جدا على المغرب، ومنها تهديد توازنه في معادلة الصراع الإقليمي لصالح الجزائر، والإضرار بوضعه الجيوسياسي إفريقيا، في حين يمنح الجزائر امتيازا في طموحاتها بالهيمنة على المنطقة المغاربية ويضمن لها نفوذا مجاليا وجيوسياسيا على المستوى الافريقي.