أكد عبد الفتاح الفاتحي المحلل السياسي المختص بقضايا الصحراء والشأن المغاربي أن نجاح روس في القيام بزيارة إلى الصحراء شكل اختبارا حقيقيا لنجاعة الدبلوماسية المغربية في تدبير قضية الصحراء وفق استراتيجية إدارة أمد النزاع. مضيفا بأن هذه الاستراتيجية بات منهكة للمغرب، بدليل ما عبر عنه رؤساء الأحزاب السياسية المغربية لروس عن الحاجة إلى إيجاد حل سياسي سريع للنزاع في الصحراء. وأضاف الفاتحي بأن التطورات الميدانية والإقليمية بعد الربيع العربي رفعت من حدة تأثير الورقة الحقوقية في مواقف الدول، ولذلك فإن الأممالمتحدة تراهن عليها لتليين مواقف الأطراف عند الجولات التفاوضية المقبلة. وعليه يستطرد المحلل فإن استراتيجية إطالة أمد النزاع ومحاصرة الخصم نحو الحائط لم تعد مجدية بدليل حجم الضغوطات السياسية الدولية على المغرب من مدخل حقوق الإنسان في الصحراء، لاسيما بعد تقريري مؤسسة كنيدي ووزارة الخارجية الأمريكية الأخيرين حول حقوق الإنسان في الصحراء. وأشار الباحث المتخصص في قضايا الصحراء خلال حديث للموقع أن البوليساريو اليوم باتت مقتنعة بجدوى تطبيق استراتيجية إطالة أمد النزاع، لتحقيق مكاسب حقوقية لصالح موقفها التفاوضي، حيث قد يبدي المغرب ليونة أكثر بعد ضغط حقوقي متواصل عليه عبر دعاية إعلامية وتزايد نفوذ انفصالي الداخل، وفي غياب استراتيجية مغربية لمواجهة ذات التحدي. وفي ذات السياق لفت الخبير المغربي إلى أن جبهة البوليساريو وبعد أن تأكدت من أن زيارة روس للمنطقة في ظل سحب المغرب للثقة مست جوهر الدبلوماسية المغربية، وهي تحاول اليوم فرض الأمر الواقع على المنطقة العازلة، نحو مسعى ربح مكاسب ميدانية على الأرض، وهو ما اعتبره قائد إحدى فرق ملشياتها الملقب ب"حمة سلامة" من أن زيارة المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة للصحراء السيد كريستوفر روس لبلدة التفاريتي، "برهان على أن "الدولة الصحراوية" تبسط سيادتها في ظل حماية جيشها على كافة المناطق "المحررة". واستطرد المتحدث أنه ليس أمام المغرب كثير من الخيارات غير مواصلة التزامه بمسار المفاوضات على ضوء قرارات مجلس الأخيرة، وأن يحافظ على المكتسبات التي راكمها، وخاصة تلك المتعلقة بتعزيز تأييد مقترح الحكم الذاتي، الذي اعتبرته عدة عواصم دولية كبرى بأنه يمكن أن يشكل حلا سياسيا، لما يتمتع به من واقعية ومصداقية، ولاسيما التأييد الفرنسي والأمريكي، إذ يعتبر موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية مكسبا تفاوضيا مهما للموقف المغربي، لاسيما وأن موقفها درج ثابتا ويدعم بوضوح مخطط الحكم الذاتي المغربي. الرباط: مبارك بدري