نشب حريق في المسجد الأعظم بمدينة تارودانت، فجراليوم الثلاثاء، حيث كاد الحريق أن يؤدي بحياة كثير من المصلين ، وتأتي تفاصيل الواقعة عندما انتهى المصلون من صلاة الفجر ليختنقوا من رائحة مواد تحترق ليهرول بعضهم ليجد طرفا من المسجد قد اشتعلت فيه النيران فلم يقدروا على اطفائه بعد أن استولى الحريق على مساحة مهمة من المسجد، دون أن يخلف خسائر بشرية. هذا وقد هرول كل من رجال الأمن وعامل صاحب الجلالة وباشا المدينة لمعاينة الحريق، في حين تأخر رجال الإطفاء لأسباب مجهولة. يذكر أن المسجد الأعظم، أو "الجامع الكبير" كما يسمونه الرودانيين، من أعرق المساجد المغربية وأكبرها إذ تبلغ مساحته 3214م2، ويعود تاريخه إلى السعديين، حيث جدد بناءه محمد الشيخ السعدي، عند منتصف القرن 16م، ويتموقع المسجد في الجهة الشرقية من المدينة وبين طريقين رئيسيين أحدهما يؤدي على باب الزركان والآخر إلى باب القصبة، وفي قبلته مقبرة قديمة دفن بها العلامة ابن الوقاد التلمساني نزيل تارودانت وبقي فيها إلى أن توفي 1001 ه واتخذ هذا المسجد مدرسة علمية ، وقدم للفتوى و الإمامة و الخطبة به ولعل بذل هذا الجهد الجبار دفن قبلة هذا المسجد بالتبرك به وهو أول مدفون فيه.