أكدت الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية وجود توجه لديها لتهيئة السعوديين لإدارة الفنادق التراثية عن طريق خبراء إسبانيين. وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، إن هناك توجها أيضا لتطوير المأكولات في الفنادق التراثية في المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع شركات إسبانية، كونها رائدة في هذا المجال. وكانت الهيئة قد افتتحت أمس معرض "من قرطبة إلى كوردبا"، في المتحف الوطني، حيث شهد حفل الافتتاح حضور مجموعة من السفراء في المملكة، بينهم السفير الإسباني والفرنسي والأمريكي والصيني، وجمع من الإعلاميين من داخل المملكة وخارجها، والمهتمين بالفن التراثي والفوتوجرافي. المعرض المصاحب يستمر ثلاثة أسابيع، ويشمل خمسين صورة فوتوجرافية، تتضمن مشاهد للآثار الإسلامية في قرطبة، وستنظم على هامشه ورشتا عمل موجهة للأطفال إلى جانب محاضرة لمدير عام مؤسسة البيت العربي إدواردو لوبث. من جهته قال السفير الإسباني خواكين بيريف إن هذا المعرض لن يكون آخر معرض تشارك به إسبانيا في المملكة، مشيراً إلى أن هناك علاقات متينة ما بين البلدين في المجال الاقتصادي والسياحي، مشدداً على أن هناك استثمارات سعودية في إسبانيا، ويجري عمل مباحثات ما بين الرياض ومدريد لتوفير فرص استثمارية جديدة. هذا وفيما أعلن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، إنشاء برنامج للعناية بمواقع التاريخ الإسلامي يرتبط مباشرة برئيس الهيئة وتكليف عدد من المتخصصين من ذوي الكفاءة الإدارية ومتابعته ميدانياً بالتنسيق مع المشايخ والمهتمين بالآثار. انطلقت فعاليات المؤتمر الأول للآثار والسياحة أمس، بعنوان (تحديات وتطلعات) في محافظة العلا الذي تنظمه جامعة طيبة في المدينةالمنورة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، بحضور الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة. وكشف الأمير سلمان عن تلقي الهيئة: "رغبات العديد من أصحاب الفضيلة المشايخ من هيئة كبار العلماء في تفقد المواقع الأثرية وهو ما تحقق الأسبوع الماضي، حين زاروا عدداً من مواقع التاريخ الإسلامي وآثار الأقوام السابقة في محافظة العلا وسيستمر هذا البرنامج التفقدي بإذن الله''. مضيفا: "مشروع البعد الحضاري الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين وأكد عليه، له بعد استراتيجي ورؤية صائبة أساسها المحافظة على التراث الحضاريِّ للمملكة من جهة وجعله واقعاً معاشاً في المجتمع السعودي". هذا فيما أطلقت الهيئة العامة للسياحة والآثار حزمة من المشاريع في عدد من المواقع الأثرية والتراثية في محافظة ''العلا'' لتنضم إلى منظومة المشاريع التي تقوم بها الهيئة في مختلف مناطق المملكة التي من شأنها تعزيز البعد الحضاري للمملكة، ومن هذه المشاريع تأهيل (120) موقعاً أثرياً وإنشاء خمسة متاحف إقليمية جديدة وست متاحف محلية، وإعادة تطوير المتاحف المحلية والإقليمية القائمة والمحافظة على آثار التاريخ الإسلامي في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومواقع التاريخ الإسلامي المرتبطة بالرسول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين وتحويل قصور الدولة التاريخية ومباني إدارة الدولة إلى مراكز حضارية. وكشف الأمير سلمان عن وجود (24) بعثة علمية تضم خبراء سعوديين ودوليين للتنقيب عن الآثار في مختلف المواقع الأثرية السعودية والسعي إلى ربط تراث المملكة وحضارتها بالمواطن ومناهج التعليم وإقامة المعارض المتخصصة داخلياً وخارجياً وتشجيع ودعم أصحاب المجموعات التراثية والمتاحف الخاصة لتكون رافداً من روافد التراث الثقافي للمملكة. وأوضح أن المؤتمر الأول للآثار والسياحة بالعلا الذي يجمع نخبةً من العلماء والأكاديميين والمتخصصين انطلق ليؤكد أن حضارات الأمم وتاريخها متأصلة في إرثها وموروثها الثقافي الملموس ومحفوظة في المواقع الأثرية والتراثية مما يحتم علينا بذل المزيد من الجهود لحماية المواقع والمحافظة عليها وإعادة تأهيلها لتكون حلقة الوصل التي تربط بين ماضي المملكة العربية السعودية العريق وحاضرها المزدهر ومستقبلها المشرق بإذن الله تعالى.