أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "الباييس" و نشر يوم الأحد حول موضوع الفساد السياسي بإسبانيا, أن المواطنين الإسبان لديهم انطباع سلبي جدا حول هذا الموضوع, كما يعتقدون أن الأحزاب السياسية تحمي كل المنتمين إليها و المتورطين في قضايا الفساد السياسي من السقوط في قبضة العدالة. و حسب المعطيات و الأرقام الواردة في استطلاع الرأي, يعتقد قرابة %63 من المواطنين أن حالات الفساد السياسي قد ازدادت بشكل كبير, بينما يؤكد %54 منهم أن نسبة هذه الحالات تعد أعلى في إسبانيا مقارنة مع باقي الدول الأوربية, فيما يبدي %95 من المستجوبين عدم ثقتهم بالأحزاب السياسية و لا بفعالية العدالة لمحاربة هذا النوع من الفساد, و قد ساعد على تكريس هذا الشعور لدى غالبية المواطنين تعثر ملفات الفساد السياسي داخل أروقة المحاكم و بطئ العدالة في تطبيق القانون و إصدار الأحكام اللازمة في حق المتهمين, و خير مثال على ذلك هو ملف التمويل الغير القانوني لحزب الوحدة الكاتلاني و الذي دام حوالي 16 سنة في أروقة المحاكم دون إصدار أي حكم قضائي في حق المتابعين و الذين عادة ما يلجؤون إلى استراتيجية قبول التهم المنسوبة إليهم من طرف النيابة العامة و من تم التوصل إلى اتفاق يجنّبهم دخول السجن. و من الأرقام الأخرى التي جاء بها استطلاع الرأي, كون %87 من المستجوبين يؤيدون فكرة عدم التصويت لأحزاب تتضمن لوائحها مرشحين متورطين في قضايا فساد سياسي, كما أن %88 من المواطنين ينتقدون كون الأحزاب السياسية الإسبانية تهتم فقط بمصالحها الشخصية و الحزبية الضيقة على حساب مشاكل المجتمع, حيث ترى نسبة %81 أنهم يخلقون مزيدا من المشاكل عوض المساعدة على حلّها, و يصرّح %66 من المستجوبين أن الأحزاب السياسية الحالية هي أسوأ من نظيرتها إبان فترة الانتقال الديمقراطي. و أظهر استطلاع للرأي موازي أجرته نفس الصحيفة حول شعبية الزعماء السياسيين الإسبان, تراجع شعبية رئيس الحكومة الإسبانية و زعيم الحزب الشعبي, ماريانو راخوي حيث أن %84 من المواطنين يصرّحون بعدم ثقتهم برئيس الحكومة نظرا لتراجعه عن الكثير من الوعود الانتخابية التي أوصلته إلى سدة الحكم, و يمتد شعور عدم الثقة لدى المواطنين ليشمل كذلك العديد من الوزراء داخل الحكومة اليمينية و خاصة المكلفين بقطاعات حيوية مثل التربية, الشغل, العدالة. أما زعيم المعارضة و الحزب الاشتراكي العمالي, ألفريدو روبالكابا, فليس أحسن حالا من رئيس الحكومة, حيث يشير استطلاع الرأي السالف الذكر إلى أن %81 من المصوّتين للحزب الاشتراكي يعبّرون عن عدم ثقتهم بزعيم المعارضة لقيادة الحزب نحو استرجاع مقاليد الحكم