ذكرت مصادر الشرطة الوطنية بقرطبة أنها ألقت القبض على سائحين نمساويين مسلمين في مسجد- كنيسة قرطبة، بعد أن هما بالصلاة وفق "الطقوس الإسلامية"، وقالت الشرطة أن المسلمين النمساويين قاما بتهديد الأمن الخاص للكنيسة الذي تدخل لمنعهما من الصلاة داخل المسجد الأموي. وقد حصل الحادث على19.30 من ليلة أمس الأربعاء. وقد قالت الشرطة أن مجموعة من 6 نمساويين مسلمين دخلوا المسجد الأموي و شرعوا في الصلاة الإسلامية، وقاوموا أمن المسجد الذي استنجد بالشرطة الوطنية، التي أرسلت بوحدة من 15 شرطي من قوات التدخل السريع. وقد انتهت العملية بالقبض على نمساويين مسلمين لمقاومتهم و تهديدهم سلطات الأمن القرطبية. وقد قالت الصحافة الإسبانية بأن العملية كانت منظمة حيث وجدت الشرطة مع السياح النمساويين أجهزة "تالكي ويلكي"، كما زعمت أن أحد السياح أخرج خنجرا هدد به الشرطة، وستوجه له تهمة محاولة ارتكاب جريمة قتل. وقد صادرت الشرطة أجهزة "التالكي والكي" والخنجر المذكور، وقد قالت أنه إثر التدخل أصيب بجراح خفيفة حارس أمن خاص ورجل أمن من الشرطة الوطنية. وقد أبدت أبرشية قرطبة أسفها إزاء الحادث الذي حصل في الكاتدرائية، واتهمت 118 من السياح بتدبير الحادث الذي انتهى بالعنف، وأكدت أنها أنذرت من كان يهم بالصلاة وفق الطقس المسلم بأنه لا يمكنه ذلك، وطلب منهم الاستمرار في الزيارة أو مغادرة الكنيسة [المسجد الأموي]، وكان رد السياح هو الاعتداء البدني على حد زعم الكنيسة على الحراس و هو ما تطلب استدعاء الشرطة الوطنية لضمان أمن الأشخاص. ولا نظن هذا الأمر إلا من قبيل الحماس الذي قد ينقلب تهورا، والذي يطبع سلوك بعض المسلمين الجدد، إن جاز التعبير. ولإن كان في الأمر بعض الرومانسية والحنين إلى المسجد الجامع، فنذكر أن ثمة مبادرة تركية "لحسن النوايا" قد تسمح بتخصيص مكان لصلاة المسلمين في هذه المعلمة، مقابل السماح بصلاة المسيحيين في مسجد أيا صوفيا في إسطنبول. غير أن تقدير المنافع والمفاسد يقتضي دون شك من إخواننا أن يتحلوا ببعض الحكمة ويتجهوا بعد زيارة المعلمة إلى مسجد صغير للمسلمين في المدينة والصلاة فيه بأمن وأمان، دون منح ذخيرة للمهووسين برغبة المسلمين في "استرجاع الأندلس"، والله أعلم.