أعلن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنه يستعد لفتح حوار مع حلفائه التقليديين ومع الأغلبية الحكومية، لجعل مطالب الإصلاح الدستوري والسياسي برنامجا مشتركا يعرض على أنظار الملك محمد السادس، معبرا عن "قلقه من العودة إلى إستراتيجية التحكم الفوقي في الحقل الحزبي" في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة. وفي هذا الإطار، طلب المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من المكتب السياسي للحزب أن يفتح في أقرب الآجال حوارا صريحا مع حلفاء الحزب مع التأكيد على "ضرورة الشروع من الآن في إجراء إصلاحات سياسية ومؤسساتية جوهرية تذكي في المواطنين روح الاستعداد للرجوع لدائرة الفعل السياسي، وتعيد الربط الضروري بين القرار الانتخابي والقرار السياسي والمعيش اليومي". وفي بيان أصدره عقب اجتماع عقده أمس الأحد، اعتبر المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي على ضرورة توجه المغرب إلى إصلاح دستوري شامل وعميق، مذكرا بأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، "وضع دائما المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار حزبي أو سياسوي ضيق". وأكد على ضرورة "الانخراط الفوري في إنجاز الإصلاحات الجوهرية، حتى تتجنب البلاد أية مآزق يكون من شأنها تعطيل الانتقال إلى الديموقراطية". وعبر المجلس عن اعتزازه بالشبيبة المغربية في تحركها يوم 20 فبراير، وقال إنها "عبرت بنضج ومسؤولية عن إرادتها في النضال من أجل مغرب ديمقراطي، حر ومتقدم". وبعد أن سجل أن المغرب انخرط في مسلسل الإصلاحات بشكل مبكر في الوطن العربي، من خلال تجربة التناوب، أكد أنه "لامناص اليوم من استئناف ذلك المسار، واستلهام الروح التي حركته، وفتح آفاق جديدة أمامه يتحقق فيها الانتقال إلى الديمقراطية ودولة المؤسسات، وإلى مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية بما يتجاوب مع التطلعات العميقة التي عبرت عنها كل فئات الشعب المغربي"، الأمر الذى يتطلب - في نظره - "اعتماد أجندة إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية مستعجلة وفق جدولة زمنية محددة". وأكد المجلس على ضرورة الدخول فورا في دينامية التحول، معبرا عن "قلقه من العودة إلى استراتيجية التحكم الفوقي في الحقل الحزبي الوطني التي يعتبر المغاربة بأنها "تكرار لتجارب فاشلة سابقة" معتبرا أن "النضج الديمقراطي بات يتطلب اليوم تقاطبية حزبية واضحة"، داعيا إلى عقلنة وتقوية تعددية حزبية فعلية، وذلك بالانتقال بها من تعددية تروم "التشتيت والميوعة والاختراق والهيمنة، خدمة لأغراض انتخابوية على المقاس، إلى تعددية تعكس حقيقة الاختلافات القائمة في المجتمع السياسي المغربي". وجدد المجلس الوطني للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في هذا الصدد، التزامه بالعمل من أجل بناء قطب اشتراكي ديمقراطي، حول برنامج سياسي لصالح التغيير بالإصلاح، داعيا الجميع إلى اتخاذ مبادرات وإبداع صيغ لبلوغ هذا الهدف. وكان حزب الوردة يقصد بذلك حزب الأصالة والمعاصرة الذي أسسه صديق الملك، فؤاد عالي الهمة، والذي لم يتأخر رده كثيرا حيث دعا حزب التراكتور إلى "ضرورة التفاعل الإيجابي" مع "الدينامية"، التي عرفتها مؤخرا الساحة السياسية المغربية، مشددا على تفادي أي استعمال "سياسوي" لهذا الحراك السياسي كما أكد على "ضرورة الإقدام على جيل جديد من الإصلاحات".