صدق من قال إن مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد أكدت شركة (تي يو أي ترافل) السياحية أن الأزمة السياسية الراهنة في مصر على خلفية الاحتجاجات المناوئة للرئيس المصري حسني مبارك قد أدت إلى زيادة الطلب السياحي على إسبانيا باعتبارها وجهة بديلة عن السياحة في البلد العربي. وقال الخبير السياحي إيان ليفسي، مدير العمليات في الشركة عن إسبانيا وأندورا، اليوم إنه من الواضح" أن الأزمة في مصر قد عادت بالنفع على إسبانيا، مشيرا إلى أن الشركة لاحظت ازديادا كبيرا في أعداد السائحين راغبي السفر إلى إسبانيا خلال الأسابيع المقبلة. وبحسب لفيسي، فإن العديد من الوفود السياحية ألغت حجوزاتها لمصر في الوقت الذي تزايدت فيه التعاقدات الخاصة بالرحلات السياحية تجاه إسبانيا. ومن جانبه، قال جوان ميسكيدا، الأمين العام للسياحة والتجارة بوزارة الصناعة والسياحة والتجارة في إسبانيا إن الأزمة الراهنة في مصر من الممكن فعلا ان تعود بالنفع "بشكل مؤقت وعلى المدى القصير" بالنسبة لإسبانيا، وأضاف في نفس الوقت أنه إذا هدأت الأوضاع في الدولة العربية، وهو ما يأمله، فإن السياحة يمكن ان تكون عاملا أساسية في "تضميد الجراح". وسحبت إسبانيا رعاياها من مصر واعضاء بعثتها الدبلوماسية "غير الأساسيين" على خلفية الوضع المتوتر هناك. وعلى المستوى المحلي، ذكرت مصادر رسمية إسبانية أمس أن جزر الكناريا التابعة لإسبانيا في انتظار 300 ألف سائح بعد الأزمة التي تشهدها كل من مصر وتونس في موسم الشتاء الحالي، ليزداد عدد السائحين بمقدار إجمالي نصف مليون سائح مقارنة بالعام الماضي وليصل إلى أربعة ملايين زائر. وأعلن نائب مستشار قطاع السياحة في الحكومة المحلية بجزر الكناريا ريكاردو فرناندث دي لا بوينتي النبأ خلال اجتماع مع رجال الأعمال بهذا القطاع، فضلا عن العديد من المسئولين بالسلطات الإقليمية لبحث تداعيات نزوح السائحين إلى الجزر الإسبانية بعد أن كانوا سيتوجهون إلى البلدين العربيين.