في تصريحات صحفية، أعلن محمد حامد علي، رئيس الفدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية، أنه يعتبر بلاغ الأسرة المسلمة ضد معلم في قادس لحديثه عن لحم الخنزير المقدد "حماقة كبيرة"، لأن القرآن الكريم، على حد تعبيره، "يحرم أكله وليس الحديث عنه". وأضاف حامد علي أنه "لا معنى" لأن تقوم الأسرة بتبليغ الشرطة عن مدرس يضع مثالا عن لحم الخنزير المقدد لشرح أحد أنواع المناخ، مضيفا أنه على الرغم من أنه لا يحل للمسلمين أكل لحم الخنزير، فإنهم يعيشون في بلد غير إسلامي يستهلك فيه هذا النوع من اللحوم، لكن ذلك لا يشمل الحديث عنه، "فالقرآن الكريم ذكره بالاسم إلى جانب الخمر". وختاما، أوضح حامد علي أن المر بتعلق ب"مسألة ثقافية ويلزم على أبنائنا أن يكونوا على علم بها". وتجدر الإشارة إلى أنه في ظل اهتمام إعلامي غير مبرر، اتهمت عائلة مسلمة مدرسا في مدرسة عمومية بالعنصرية وكراهية الأجانب بعد أن تجاهل رغبة ابنهم بعدم الحديث عن الخنازير خلال شرح أحد الدروس، على اعتبار أن هذا يشكل، على حد تعبير التلميذ وأسرته على ما يبدو، مساسا بمشاعره الدينية. وكان أحد المدرسين بمعهد "مينينديز تولوسا" بمدينة قادس (إقليم الأندلس)، يقوم بشرح درس عن الظروف المناخية في مدن البلاد، وعلق خلال الدرس بأن "البرد القارس بمدينة تريبيليز (في غرناطة) جيد لإعداد لحم الخنزير المقدد"، وفقا لرواية الإدارة التعليمية بإقليم الأندلس. وصرح المدرس المتهم لصحيفة "قادس" أن الطالب (13 عاما) رفع يده وطلب عدم الحديث عن الخنازير، معتبرا الأمر "إهانة لمشاعره كمسلم"، إلا أن المدرس أجاب بأنه يشرح لزملائه ما "يعتبره ملائما وفقا لقواعد المهنة". وعاد الطالب إلى منزله ليخبر والديه بالواقعة التي اعتبر أنها "سببت له ألما نفسيا وأصابته بالحرج أمام زملائه"، وهو ما استدعى العائلة لتقديم بلاغ للشرطة تتهم خلاله المدرس بالعنصرية، لتقوم الشرطة باستدعائه واستجوابه في الواقعة. وذكرت والدة الطالب خديجة لمرابط أن المدرس أهان ابنها وقال له بالنص: "إذا لم يعجبك ما أقول فعد من حيث أتيت"، وطالبت بمعاقبة المعلم كي لا يتعرض أي طالب آخر من أسرة مهاجرة "سواء كان مغربي أو كولومبي" للتجريح مثلما حدث لنجلها. وعقب الانتهاء من التحقيقات أبدت الإدارة التعليمية في إقليم الأندلس" دعمها وتأييدها للمعلم، واستعدادها للدفاع عنه إذا ما أحيلت الشكوى للقضاء"، وذلك بعد أن "تأكدت من سلامة موقفه وسوء فهم الطالب"، على حد تعبيرها. تعليقا على هذا الخبر، يمكن القول أنه، اعتمادا على رواية وسائل الإعلام المحلية، فشكوى هذا التلميذ لا محل لها من الإعراب دون الدخول في أي نقاش، غير أن تعليق المدرس في غير محله، وللقضاء الكلمة الأخيرة على كل حال.