اجتمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي في مسعى منهم إلى تجسيد الوحدة التي يواجه بها الأزمة المالية التي تمر بها منطقة اليورو، خلال قمة رؤساء الدول والحكومات التي انطلقت أمس في بروكسيل. وإزاء الانتقادات الناجمة عن تأخر مفترض في القيام برد فعل أو عن خلافات عامة بين الزعماء، طالب رئيس المفوضية الأوروبية البرتغالي جوزي مانويل باروسو قادة الدول بإثبات أن الاتحاد الأوروبي يتحدث "بصوت واحد" و"يسيطر على الوضع". وقال باروسو أمام جلسة البرلمان الأوروبي المنعقدة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية عشية القمة "ما لا نحتاج إليه هو مسابقة للجمال بين الزعماء، عبر تصريحات متباعدة أو أقوال لا تتبع بأفعال"، مطالبا بعدم مناقشة أمور جديدة قد تبعد التركيز عن الرسالة الرئيسية. ورغم أن منطقة اليورو قد قامت بتطبيق عدد من إجراءات الطوارئ من أجل مساعدة دولها على مواجهة مشكلاتها المالية، لم تتمكن بعد من القضاء على حالة الارتباك التي انتابت الأسواق. وبعد اليونان، التي تم إنقاذها في مايو بمساعدات بلغت قيمتها 110 مليارات يورو، كان على دول الاتحاد توجيه 85 مليار أخرى لأيرلندا، فيما تتزايد احتمالات القيام بإجراء مماثل مع البرتغال، وكذلك مع إسبانيا وإن كان بصورة أقل. وتنعكس محاولة تجسيد تلك الوحدة في النتائج التي ستخلص إليها القمة، والتي تم الاتفاق عليها تقريبا قبل انطلاقها، بما في ذلك أكثرها إشكالية، بإجراء إصلاح محدود على معاهدة لشبونة للسماح بتطبيق آلية دائمة للإنقاذ لما هو أبعد من عام 2013.