تعيش الجاليات العربية في أوكرانيا مشاعر ذعر وخوف بفعل الحرب الدائرة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، فيما روى طلبة عائدون من هناك، لحظات الرعب التي عايشوها من جهة، والقلق على مستقبلهم التعليمي من جهة أخرى. تلك المشاعر التي نقلها الطلبة، تقابلها تحركات حكومية بعدة بلدان عربية؛ لبحث إجراءات استثنائية بشأن استيعاب تلك الأعداد الناجية من الموت والخائفة من المجهول، وفق ما رصدته الأناضول في مصر والمغرب وتونس والأردنوفلسطينولبنان. ** استمارة أمل مصرية من مصر التي لها جالية بأوكرانيا تقدر بنحو 6 آلاف نصفهم من الطلاب، تتحدث الطالبة عنان عزت عن ظروف نجاتها قائلة: "كنت أرى الموت أمامي يحاصرني في كل لحظة". وتأمل عزت التي كانت تدرس بالسنة الخامسة في إحدى كليات الطب الأوكرانية، من السلطات استكمال دراستها، وفق ما ذكرته لصحيفة الأهرام المصرية المملوكة للدولة السبت. ومثلها نجا الطالب عبد الله السيد، غير أنه "قلق" حول مستقبله التعليمي. وقال للصحيفة ذاتها: "أنا بالفرقة الخامسة بكلية الطب ولم يتبقَ سوى عام على تخرجي"، متسائلا: "لماذا لا يتم تفعيل قرارات تم تطبيقها سابقاً في حالات مماثلة وتحويلنا لجامعات مصرية خاصة؟". والسبت، أعلنت وزيرة الدولة للهجرة نبيلة مكرم، في بيان طرح استمارة تسجيل موحدة لهؤلاء الطلاب لبحث مطالبهم. ** منصة مغربية طالبة مغربية لم يذكر الموقع الإلكتروني المحلي "Le360" اسمها، قالت قبل أيام إنها رأت الموت بعينها ومشت أكثر من 55 كلم لتخرج من أوكرانيا، بينما مواطنتها الطالبة هي الأخرى تبكي بحرارة بجوار أبيها وتحمد الله على وصولها للمغرب بخير. ولمواجهة قلق الطلاب، قال وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي في بيان السبت: "نود أن نطمئن الطلبة العائدين من أوكرانيا، وعائلاتهم، بأن بلادهم ستساعدهم على إكمال دراستهم". وأشار لإطلاق منصة إلكترونية لتلقي ملفاتهم وبحث مسارات الاستكمال. وعاد 5 آلاف مغربي من أوكرانيا، حتى الخميس، بينما يعتبر المغرب من بين الدول التي تتوفر على أكبر الجاليات الطلابية بأوكرانيا، بنحو 8800 طالب، بحسب وزير الخارجية ناصر بوريطة. ** خلية أزمة تونسية وبملامح يشوبها القلق والخوف، نقل تونسيون عائدون من أوكرانيا، منهم الطالبة رحمة (25 عاماً)، الظروف التي عاشوها قبل عودتهم من أوكرانيا. واسترجع بعضهم في حديثهم لإذاعة "موزاييك" المحلية (خاصة) مشاعر الخوف أثناء السير مسافات طويلة خلال القصف الذي عايشوه، والبعض الآخر يعبر عن "حسرة من انقطاع الدروس أو الحصول على الشهادة العلمية". وفي اليوم ذاته، ترأس وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، اجتماع خلية أزمة وبحث "مرحلة ما بعد الإجلاء بالنظر خاصة للمستقبل الدراسي للطلبة التونسيين الذين لم يتمكنوا من إنهاء السنة الدراسية"، وفق بيان للوزارة. ويقيم أكثر من 1500 تونسي بأوكرانيا، وفق إحصائية رسمية. ** حصر أردني وفي الأردن، ظهر الفرح على وجه العائدين وأسرهم، وفق تقارير متلفزة، نقل بعضها التلفزيون الأردني وقناة المملكة (رسميان). وحسب تقديرات السبت، وصل الأردن 232 مواطناً من بين 820 غادروا أوكرانيا، وفق الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، هيثم أبو الفول، في حديث ل"المملكة". وبعد يومين من بدء الحرب، أطلقت وزارة التعليم العالي الأردنية منصة إلكترونية للعائدين من أوكرانيا بهدف حصر أعدادهم وجامعاتهم ومستوياتهم الدراسية. ** استيعاب فلسطيني للعائدين وأجلت فلسطين ما يقارب من 1100 مواطن وطالب من أوكرانيا، بحسب بيان للخارجية، السبت. ونقل البيان عن وزير الخارجية رياض المالكي، تأكيده "وجود اهتمام كبير بقضية استيعاب الطلبة اللذين وصلوا أرض الوطن من أوكرانيا في الجامعات الفلسطينية لتمكينهم من استكمال دراستهم". ** تدابير لبنانية للإنقاذ وفي لبنان، أعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، السبت متابعته موضوع الطلاب اللبنانيين العائدين من أوكرانيا، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية. وأوضح أنه "سيتم عرض الأمر على مجلس التعليم العالي فيما يتعلق بطلبة الجامعات، تمهيداً لإيجاد سبل متابعة تحصيلهم العلمي وعرضه كذلك على مجلس الوزراء إذا دعت الحاجة لاتخاذ تدابير استثنائية لإنقاذ عامهم الدراسي".