أكدت فاسيليفيا أوكسانا يوريفنا، سفيرة أوكرانيا بالرباط، أنه بمجرد انتهاء الحرب سيعود الطلبة المغاربة إلى استكمال دراستهم بالجامعات والمعاهد التي يدرسون بها بمختلف ولايات أوكرانيا. ونفت، في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، بالرباط، أطلعت فيه الرأي العام الوطني والدولي على مستجدات الحرب في بلادها، إصابة أي من الطلبة المغاربة بجروح، منوهة بالمبادرات التي يبذلها عدد من الطلبة لنجدة من هم في حاجة إلى المساعدة بأوكرانيا. وأكدت، سفيرة أوكرانيا بالرباط، الوضعية الصعبة التي يجتازها المواطنون الأوكرانيون وكل الجاليات الموجودة هناك بفعل الرعب والخوف والخصاص في الماء والغذاء، وارتباك حركة سير وسائل النقل العمومي. وفي الوقت الذي طالبت عدد من الفرق البرلمانية بمجلس النواب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالعناية بالمستقبل الدراسي للطلبة المغاربة بأوكرانيا، خصوصا بعد عودة عدد مهم منهم إلى أرض الوطن، وتمكن البعض الآخر من الخروج من أوكرانيا إلى بعض دول الجوار في انتظار استكمال الرحلة صوب المغرب. قالت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، في سؤال كتابي موجه لوزير التعليم العالي، "لا يزال الكثير من الطلبة عالقين في بعض المدن التي يشتد فيها القصف والمواجهات المسلحة، في انتظار توفر الشروط الآمنة للمغادرة والعودة إلى بلادهم. وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، وأمام اتساع الحرب وعدم القدرة على التنبؤ بالمدى الزمني الذي قد تتخذه، واستحضارا للسنوات التي قضاها الطلبة في جامعات أوكرانيا، وانشغالا بمستقبلهم الدراسي، نسألكم عن طبيعة الإجراءات التي تعتزم وزارة التعليم العالي اتخاذها في شأن مصير السنوات الدراسية التي قضاها الطلبة المغاربة في الجامعات الأوكرانية، والتدابير الاستعجالية التي تعتزم الوزارة القيام بها من أجل تمكين العائدين منهم من متابعة دراساتهم". وبتوجيهات سامية من جلالة الملك، قامت الحكومة بمجهود استثنائي من أجل إجلاء المغاربة العالقين بأوكرانيا، عبر وضع أرقام خضراء للتواصل معهم ودعوة العالقين منهم إلى التوجه للمنافذ الحدودية للعبور إلى دول رومانيا وهنغاريا وسلوفاكيا، ونشر بعثات قنصلية ميدانية قارة على حدود الدول الأربع مع أوكرانيا، لتسهيل الإجراءات القنصلية، واعتماد مرونة استصدار وثائق المرور المستعجلة لفائدة من لا يتوفر على جواز السفر، وتسهيل مهمة شراء تذاكر العبور بأثمان رمزية. ويعد المغرب من الدول السباقة التي اتخذت إجراءات عملية لصالح مواطنيها بأوكرانيا، ومن الدول القليلة التي أنشأت فرقا ميدانية بحدود الدول المجاورة لمنطقة التوتر، على اعتبار أن الجالية المغربية هناك تعد من أكبر الجاليات الطلابية بأوكرانيا بنحو تقريبا 8800 طالب، منهم أكثر من 5300 غادروا أوكرانيا، عبر المراكز الحدودية، إلى سلوفاكيا وبولونيا ورومانيا وهنغاريا. وبرمجة الخطوط الملكية الجوية ثلاث رحلات استثنائية لإجلاء المواطنين العالقين في أوكرانيا، عبر دول الجوار، إذ تم تشغيل ثلاث رحلات، ابتداء من يوم الأربعاء الماضي، انطلاقا من بوخاريست برومانيا، وبودابست بالمجر، ووارسو ببولندا، في اتجاه مطار الدارالبيضاء الدولي.