"المصائب تأتي جماعات ولاتجيء فرادى" شيء من هذا يقاس على الأزمة الإنسانية التي تخلفها ويلات الحرب، تترك وراءها جوعا وطوابير للهروب إلى أين ؟..لا أحد يعلم لكن إلى أبعد مكان امن يقيهم شر القتال. وبما أن أوكرانيا مجمع طالبي العلم، ما تزال الدول العربية والأفريقية لإجلاء رعاياها من هناك. الطلبة المغاربة كغيرهم من الجاليات مايزال المئات عالقين داخل أوكرانيا أو على حدودها، وتفاعلا مع ملفهم أعربت منظمات حقوقية مغربية عن قلقها بعد التدخل العسكري الروسي،وتأثير ذلك على سلامة المواطنين المغاربة خاصة منهم الطلبة.
المنتدى المغربي لحقوق الإنسان والرقابة على الثروة وحماية المال العام، هو الاخر أكد على ضرورة حماية المدنيين ومن بينهم الطلبة المغاربة الذين اختاروا استكمال دراستهم الجامعية في أوكرانيا. ودعا الأمين العام الوطني للمنتدى الحقوقي المغربي، بوشعيب نشاط، وزارة الخارجية والقنصلية المغربية في أوكرانيا إلى تأمين سلامة المغاربة وتمكينهم من كل الوسائل بغية عودتهم إلى المغرب سالمين.
على صعيد متصل المركز المغربي لحقوق الإنسان" إنه توصل بمعطيات جديدة تتعلق بفرار المئات من الطلبة المغاربة (طلبة وطالبات) من المدن الأوكرانية، التي يتابعون بها دراساتهم الجامعية، كمدن خاركوف ودنيبرو وزابوريجيا وغيرها. وناشد "المركز" وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والجالية المغربية بالخارج تعبئة سفاراتها في بلدان الجوار الأوكراني، من أجل العناية بالطلبة المغاربة، خاصة وأنهم معرضون لا محالة إلى إنهاك شديد، جراء السفر لمسافات طويلة، والانتقال مشياً على الأقدام نحو المعابر الحدودية لأكثر من عشرة أميال".
الهيئة الحقوقية دعت إلى إحداث وحدات متنقلة خاصة لاستقبالهم، واتخاذ التدابير اللوجستية والطبية اللازمة لمساعدتهم والتخفيف من معاناتهم؛ لافتاً إلى أن الخطين الساخنين اللذين وضعتهما الوزارة رهن إشارة الطلبة وعوائلهم، لا يشتغلان بالكفاءة المطلوبة، بل هناك من طلب المساعدة ووعد بها دون أن يتلقاها.
في هذا الإطار، ارتفع عدد المواطنين المغاربة الذين غادروا أوكرانيا ، عبر المعابر الحدودية، الى حدود الساعة الرابعة بعد زوال اليوم الاثنين، الى 1534 شخصا، ويتوزع الرقم بين بولونيا ب 720 شخصا، ورومانيا ب 384 شخصا، وسلوفاكيا ب 300 شخص، وهنغاريا ب 130 شخصا. فيما تمكن 600 مغربي من العبور بالمركز الحدودي مع بولونيا. حسب ما علم لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وذكرت الوزارة أن نحو عشرين موظفا قنصليا، من بينهم أربعة قناصل عامين سابقين، لدعم ومساعدة أطقم السفارات المغربية الموجودة ميدانيا، لاستقبال وتقديم المساعدة اللازمة للمغاربة في البلدان الأربعة المجاورة لأوكرانيا. في غضون ذلك، خصصت شركة الخطوط الملكية المغربية رحلات جوية خاصة لصالح الجالية المغربية المقيمة في أوكرانيا، والتي تتألف بشكل أساسي من الطلاب، كما أنها برمجت رحلات جوية بأسعار استثنائية من البلدان المتاخمة للحدود مع أوكرانيا، بالنظر إلى إغلاق المجال الجوي الأوكراني.
في المقابل سيتم تشغيل ثلاث رحلات ابتداء من يوم الأربعاء 2 مارس2022، انطلاقاً من بوخارست (رومانيا)، وبودابست (المجر) ووارسو (بولندا) في اتجاه مطار الدارالبيضاء، حيث تم تحديد سعر ثابت استثنائي لهذه الرحلات في 750 درهماً شاملاً الضريبة (حوالي 78 دولاراً)، مؤكداً أن هذه الرحلات محجوزة حصرياً لفائدة المغاربة المستقرين في أوكرانيا وأفراد أسرهم.