تنطلق اليوم بالعاصمة الليبية طرابلس فعاليات القمة الأفريقية الأوروبية الثالثة، التي تستمر يومين والتي يحضرها رؤساء وحكومات دول الاتحاد الأوروبي وأفريقيا. وتنطلق القمة تحت شعار "الاستثمار والنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل"، وستشهد تحديد دول القارتين لأولويات التعاون بينهما خلال الأعوام المقبلة، حيث تأمل أفريقيا في التزام أكبر من جانب أوروبا في مجال الاستثمارات لتنمية اقتصادياتها. وستشهد القمة، التي ستختتم غدا الثلاثاء، غياب بعض القادة الأوروبيين ابرزهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي يمثلان معا 80 بلدا، وبالتالي فهم يمثلون 80 صوتا في الأممالمتحدة؛ ما يعد بمثابة قوة تصويتية كبيرة. وكانت القاهرة قد استضافت القمة الأولى مطلع أبريل عام 2000 ، وبعد انقطاع دام سبع سنوات احتضنت العاصمة البرتغالية لشبونة أعمال القمة الثانية في الثامن من ديسمبر 2007 بهدف عقد شراكة جديدة بين الكتلتين الأغنى والأفقر في العالم. ويرى المراقبون أن هذا التحرك الأوروبي نحو أفريقيا، الذي يأتي اليوم بعد نحو 43 عاما من القلق الذي شاب تلك العلاقة منذ انتهاء الحقبة الاستعمارية، هو تحرك منطقي وله دوافعه ومبرراته والتي منها استكمال مربع التعاون بين أوروبا من جهة وكل من آسيا وأمريكا وأفريقيا من جهة أخرى. ويركز الاتحاد الأوروبي على أهمية الشراكة مع الاتحاد الأفريقي عبر مواصلة الحوار بين الجانبين والتأكيد علي السبل والوسائل التي تسمح بتحسين السياسات والبرامج المتعلقة بالتنمية، ودعم القطاع الخاص، وبحث فرص الاستثمار في القارة الأفريقية. ومن المقرر إنشاء "الصندوق الأفريقي للضمانات" برأس مال قيمته المبدئية تقدر بنحو 35 مليون يورو (قرابة 46 مليون دولار) ستسهم فيها إسبانيا والدانمارك والبنك الأطلسي للتنمية، بهدف تسهيل توفير القروض للشركات الصغيرة والمتوسطة في القارة السمراء.