بعد انتهاء الأزمة و عودة الهدوء إلى العلاقات بين البلدين، وافقت الرباط على تعيين سفير ألماني جديد في المغرب، وفق ما كشفته السفارة الألمانية بالمغرب. وصرحت السفارة الألمانية ل"هسبريس": "لقد سررنا بمنح موافقة للسفير تسان-أيزن"، مشيرة إلى أن "الحكومة الفيدرالية الألمانية الجديدة عملت في الأسابيع القليلة الماضية على تعيينات جديدة في مناصب دبلوماسية مهمة. ولهذا، سيقدم طلب اعتماد جديد لشغل منصب سفير الجمهورية الألمانية الفدرالية لدى المملكة المغربية في المستقبل القريب". وذكرت أنه "من وجهة نظر الحكومة الاتحادية الألمانية، فإن من مصلحة كل من ألمانيا والمملكة المغربية أن تستمر العلاقات الموسعة والجيدة في جميع المجالات وأن تعود إلى سالف عهدها قبل شهر مارس من السنة الماضية"، مشيدة برغبة المملكة المغربية في إعادة فتح قنوات الاتصال المباشر والعودة إلى العلاقات الدبلوماسية الكاملة. وأكدت أن هذا القرار يعد "الطريقة المثلى من أجل إزالة أي سوء تفاهم"، مضيفة: "من خلال التواصل بروح من الشراكة والاحترام مع بعضنا البعض، نحن على ثقة بأن التوترات التي نشأت ستتم إزالتها، وذلك بالتركيز على القواسم المشتركة". وبحسب المعطيات التي حصلت عليها "هسبريس"، فقد كان من المفترض أن يتم تعيين تسان-أيزن، الذي سبق أن اقترحته الحكومة السابقة، سفيرا جديدا لألمانيا لدى المملكة المغربية، غير أن وزيرة الخارجية الألمانية ارتأت أن تقترح اسما جديدا، يكون يحظى بثقة كبيرة منها شخصيا وتعول عليه لإرساء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأبلغت برلينالرباط بذلك، يوم الأحد الماضي، التي وافقت على المقترح، وينتظر أن تعلن عنه خلال اليومين المقبلين. وقبل أيام قليلة، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ملك المغرب محمد السادس إلى زيارة بلاده "لإرساء شراكة جديدة" بين البلدين، بعد التوتر الذي شهدته العلاقات بين برلينوالرباط. وأعلن الديوان الملكي المغربي في بيان أن الرئيس الألماني وجه في رسالة بمناسبة العام الجديد دعوة إلى العاهل المغربي للقيام "بزيارة دولة" من أجل "إرساء شراكة جديدة بين البلدين". وكانت العلاقات بين البلدين شهدت توترا بعد انتقاد برلين لقرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية أواخر 2020، فأعلنت الرباط تعليق كل أشكال التواصل مع السفارة الألمانيّة فيها. وفي مايو الماضي استدعيت السفيرة المغربية للتشاور بعدما اتُهمت برلين خصوصا ب"أعمال عدائيّة". إلا أن العلاقات شهدت تحسنا مؤخرا عقب نشر الخارجية الألمانية تصريحا تؤكّد فيه أنّ موقفها من نزاع الصحراء الغربية "لم يتغيّر منذ عقود". وُتعدّ ألمانيا من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للمغرب، إذ تنشط حوالى 300 شركة ألمانية في هذا البلد، فضلا عن كونها من أبرز مانحيه في برامج تعاون ثنائي.