طالب الإدعاء العام في مدينة قادس، جنوب إسبانيا، من هيئة المحكمة بإصدار عقوبة تصل إلى 53 سنة سجنا، ضد أفراد عصابة متخصصة في التهجير السري والاتجار بالبشر. وكشفت التحقيقات أن أفراد هذه المنظمة، كانت تقوم بتهجير شباب مغاربة عبر قوارب الموت من شمال المغرب إلى الجنوب الإسباني، وتقوم باحتجازهم، ولا تطلق سراحهم الى حين تسلمها مبالغ مالية من عائلاتهم . ويهدد أفراد العصابة عائلات المهاجرين السريين أنهم في حالة لم يدفعوا مبالغ مالية، سيقومون بتسليم أبنائهم إلى الشرطة، وبالتالي إعادتهم الى المغرب. ويتابع في هذا الملف 8 متهمين، خمسة منهم يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي، وينتظر أن تنطلق أطوار جلسات المحاكمة الأسبوع المقبل. ومن جهة أخرى، كشفت وزارة الداخلية الإسبانية عن استقبال جزر الكناري ل16 ألف و760 مهاجرا غير شرعي، خلال الفترة الممتدة بين شهر يناير و شهر نونبر من سنة 2020، بنسبة زيادة تعدت ألف و19 في المائة بالمقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019، حيث استقبل أرخبيل الخالدات حينها ألف و497 مهاجرا غير نظامي فقط. وتجاوز هذا الرقم عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إسبانيا برا أو بحرا برسم السنة الجارية، والذي حدده تقرير الداخلية الإسبانية في 15 ألف و667 مهاجرا غير شرعي، بانخفاض وصلت نسبته إلى ناقص 22.8 في المائة بالمقارنة مع سنة 2019 التي وصل فيها 19 ألف و762 مهاجرا غير نظامي. وسجل التقرير ذاته أن عدد القوارب التي رست بشواطئ جزر الكناري بلغ منتصف شهر نونبر 553 قاربا، في وقت لم تتعد فيه خلال سنة 2019، رقم 93 قاربا، أي بزيادة 460 قاربا جديدا برسم السنة الجارية (بنسبة زيادة بلغت 494.6 في المائة). ويشكل انفجار الهجرة السرية بجزر الكناري، باعتبارها بوابة جديدة لولوج دول الاتحاد الأوروبي، مصدر إزعاج للحكومة الإسبانية التي قرر رئيسها "بيدرو سانشيز" زيارة المغرب بشكل مستعجل رفقة وزرائه. وكان رئيس جزر الكناري "أنطونيو موراليس" اتهم المغرب بابتزاز إسبانيا، والضغط عليها من خلال السماح لقوارب الهجرة غير الشرعية بالانطلاق من الأقاليم الجنوبية، مطالبا بترحيل جميع المهاجرين في إطار مبدأ التضامن. وردت عليه سفيرة المغرب في العاصمة الإسبانية مدريد، كريمة بنيعيش، حيث قالت إن الاتهامات التي توجه للمغرب بكونه يبتز إسبانيا بالهجرة السرية، هي اتهامات تُعطي صورة غير واقعية عن المغرب. وأشارت بنيعيش، إلى أن المغرب بدوره يعرف ضغوطات كبيرة بسبب الهجرة السرية، لأنه ليس من السهل محاربة والتصدي لمافيا تهريب البشر، لكن لا أحد في إسبانيا يتحدث عن الضغوطات التي يواجهها المغرب بسبب الهجرة السرية.