تمكن فريق من إذاعة "كدينا سير"، المقربة من الحكومة الاشتراكية الاسبانية، من التسلل إلى مدينة العيون بالصحراء حيث نقل الفريق، الذي تقوده الصحفية أنجيلز بارسيلو، إلى الرأي العام الإسباني، ما اعتبره "حالة الخوف الشديد الذي يعيشه سكان المدينة" جراء التواجد "المفرط" لقوات الأمن المغربية "المدججة بالسلاح". وقد تلقى الفريق التهاني من كل القنوات التلفزيونية والمنابر الإعلامية التي نقل إليها، عبر الهاتف، "الصورة الحقيقية" داخل المدينة متحدثا عن "اعتقال المئات من الصحراويين" وعن المواجهات بين "الصحراويين والسكان المغاربة" وكذا عن "تحويل مدرستين على الأقل إلى معتقلات"، كل ذلك مع التأكيد أنه "لم يستطع معاينة هذه الأحداث" التي استقاها حسب اعترافه من مصادر صحراوية، أي من جبهة البوليساريو الانفصالية. وأكدت أنجيلز بارسيلو، التي اعترفت أنها لم تستطع مشاهدة ما تنقله من "حقائق"، أن قوات الأمن المغربية "المدججة بالأسلحة" والتي تتمادى، حسب رأيها في إظهار عضلاتها أمام السكان المحليين، ما زالت تداهم البيوت لاعتقال النشطاء الصحراويين الذي شاركوا في أحداث العيون الدامية ليوم الاثنين الماضي. وقالت الصحفية بإذاعة "كادينا سير" إن المغرب لا يمنع الصحفيين من الولوج إلى مدينة العيون ولكنه "ينصحهم" بالعودة أدراجهم لأنه "لن يضمن سلامتهم"، مؤكدة في الوقت ذاته أن السلطات سمحت لصحفية من جريدة "لوموند" الفرنسية بالدخول إلى المدينة والتجول فيها بكل حرية. وذكر الصحفي نيكولاس كاستيانو من نفس الإذاعة أن "شوارع المدينة كانت فارغة بالليل إلا من سائقي سيارات الأجرة" على غير عادتها، معترفا في الوقت ذاته أنه لا يمكن التحدث عن حضر التجول الذي عزمته الصحافة الإسبانية طيلة الثلاثة أيام الماضية.