قال الأديب اللبناني أمين معلوف الحاصل على جائزة أمير أستورياس (نوبل الأدب الإسباني) لعام 2010 إنه فقد الثقة التي كانت لديه في قدرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تغيير سياسة بلاده، مشيرا إلى أنه بالرغم من "استقامته ونزاهته" إلا أنه لا يثق في عزمه على القيام بذلك. وأضاف: "بدأت أصاب بخيبة أمل في قدرته على تغيير أشياء كثيرة في السياسة الأمريكية"، معربا عن أمله في أن يتمكن خلال ما تبقى له من ولايته الأولى من تغيير علاقة بلاده بباقي دول العالم، خاصة فيما يتعلق بالميل إلى استخدام القوة، وفي قدرة واشنطن على أن تفعل ما يحلو لها. ووصف معلوف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالشجاعة حينما أعلنت أن "نموذج التعددية الثقافية قد فشل"، إلا أنه من منطلق تحليه بالأمل طالب بالبحث عن صيغة أخرى للتعايش المشترك، مطالبا الاتحاد الأوروبي بصياغة ميثاق للتعايش السلمي، بعيدا عن صراعات الهوية القومية وظاهرة كراهية الأجانب. ويزور أمين معلوف (بيروت 1949) مدينة أوبييدو بإقليم أستورياس شمال إسبانيا، اعتبارا من اليوم، وذلك لتسلم جائزة أستورياس في الأدب، التي يمنحها ولي العهد الإسباني الأمير فيليبي دي بوربون. يشار إلى أن الكاتب والصحفي اللبناني أمين معلوف لا يعد فقط أهم الروائيين في الأدب العربي، بل إنه أحد أبرز المدافعين عن التنوع الثقافي في مواجهة التعصب. وتعتبر أحداث الشرق الأوسط الشغل الشاغل للكاتب الكبير والمحور الرئيسي الذي ترتكز عليه رواياته، بجانب قلقه الدائم إزاء العلاقة بين الشرق والغرب. وكان عمله "اختلال العالم"، الذي قدمه العام الماضي في إسبانيا، أكبر دليل على هذا القلق، حيث افتتحه بعبارة تقول: "يبدو أننا دخلنا هذا القرن الجديد بدون بوصلة". وأكد وقتها الكاتب الذي يقيم في باريس منذ 1976 ، أن اختلال التوازن في العالم ينجم عندما "تنضب حضاراتنا سواء كان الأمر يتعلق بحضارة العالم العربي أو الحضارة الغربية". ويبرز من بين أعماله رواية (ليون الأفريقي) 1984 التي فاز عنها بجائزة الصداقة الفرنسية العربية بعدها بعامين، و(سمرقند) 1986 ، كما حصل على جائزة الجونكور التي تعد من أرفع الجوائز الأدبية في فرنسا عام 1993 عن روايته (صخرة طانيوس)، بالإضافة إلى جائزة مايسون دي لوبريسيه. وأضاف معلوف إلى هذه القائمة من الجوائز، جائزة أمير أستورياس للآداب لعام 2010 التي تمثل أرفع الجوائز في إسبانيا، متفوقا على 27 أديبا ترشحوا لها من 16 دولة. وأبرزت لجنة تحكيم الجائزة، الطابع التاريخي والسياسي الذي يحمله النتاج الأدبي لمعلوف، مما يجعل القارئ على دراية كبيرة ب"فسيفساء الثقافة واللغة والدين في منطقة البحر المتوسط، ليخلق مساحة رمزية من التلاقي والتفاهم". ومن المقرر أن يقوم ولي العهد الإسباني بتسليم الجوائز للفائزين في ثمانية فئات، وقد أكد جميعهم حضورهم الحفل، الذي تقام مراسمه سنويا في مسرح (كامبوامور) بمدينة أوبييدو شمالي إسبانيا. وذكرت مؤسسة (أمير أستورياس) أن الحفل سيحضره ألف و600 شخص، وسيدلي خلاله أيضا بخطاب ولي العهد الإسباني، ورئيس المؤسسة المانحة للجوائز ماتياس رودريغث إنثيارتي.